العمراني بوجه عام، كذلك يمكن تحديد مواقع الأحياء المختلفة وتعيين وظائفها وعلاقاتها بعضها ببعض والعمل على حسن توزيع الخدمات على جميع الأحياء داخل المدينة أو في القرى المختلفة وتوزيع شبكات النقل وغير ذلك.
ويرتبط التخطيط لوسائل النقل ارتباطا وثيقا بالجغرافيا، ذلك لأن بناء الطرق أو مد السكك الحديدية أو حفر القنوات تتطلب إلماما عميقا بالمعلومات والحقائق الجغرافية الخاصة لتحديد هذه الطرق وتخطيطها. فمظاهر السطح وظروف المناخ هي التي تحدد تكاليف هذه الخطوط وإمكانية تنفيذها كذلك فإن دراسة موارد الإقليم وتركز السكان ونشاطهم التجاري هي التي تحدد حمولة البضائع والركاب ومدى اقتصاديات المشروع سواء كانت إيجابية أو سلبية كذلك فإن دراسة حركة السكان داخل الإقليم تفيد في معرفة كثافة النقل في فصول السنة المختلفة مما يسهم بدوره في رسم سياسة زيادة حركة النقل أو قلتها في مواسم خاصة ومناطق معينة.
وهناك علاقة وثيقة بين الجغرافيا والتخطيط الاقتصادي داخل الإقليم؛ ذلك لأن اهتمام الجغرافيين بالموارد واستخدامها يعد هدفا رئيسيا من أهدافها ويتجلى في ثلاثة أمور هي المسح والحصر والتقويم؛ ذلك لأن سطح الأرض وما يحيط به عمقا في اتجاه الباطن أو ارتفاعا في الغلاف الغازي يتضمن الكثير مما تثرى به الأرض مثل الثروة المعدنية أو النباتية أو الحيوانية وغير ذلك. ويهتم الجغرافي بدراسة الصورة أو الشكل الذي توجد عليه هذه الموارد وتوزيعها وحصر انتشارها على المستويين الأفقي والرأسي وإمكان استغلالها في ضوء العوامل المحيطة والمرتبطة بالإنتاج والتوزيع مما يؤدي في النهاية إلى نوع من التناسق بين مختلف العوامل المؤثرة في الإنتاج من ناحية وفي الاستهلاك من ناحية أخرى.
ويشير هذا الاهتمام الجغرافي بالموارد الاقتصادية سواء كانت زراعية أو معدنية إلى الارتباط الوثيق بين الجغرافيا والتخطيط الزراعي أو التخطيط الصناعي. فبالنسبة للتخطيط الزراعي فمن المعروف أن هناك ظروفا جغرافية تحدد مناطق التوسع الزراعي وإمكانياته كما تحدد أولوية تنفيذ المشروعات الزراعية ونوع الإنتاج وصلاحية التربة وكفاية موارد المياه وطبيعة الأحوال