نسخة مكررة منثورة بالآلاف في كل أرجاء الوادي وعلى صفحته وإن اختلفت أحجاما وأوضاعا1 ويبدو من توزيع المراكز العمرانية في مصر وخاصة في الوادي أن توزيع القرى يتحدد في النطاق المزروع على جانبي نهر النيل فقد آثر السكان بناء قراهم في نمط خطي ملحوظ عند الحد الشرقي من الوادي وذلك لأسباب منها ضيق الأرض الزراعية في الوادي بصفة عامة، كذلك ارتبطت بنظام الري الحوضي الذي كان سائدا في معظم جهات الوجه القبلي قبل إنشاء السد العالي، وبالتالي كانت الأراضي الزراعية تغرق بمياه فيضان النيل ومن ثم حرص السكان على بناء مساكنهم في مواضع تتميز بأنها أكثر ارتفاعا لا تغرقها مياه الفيضان كذلك امتدت بعض العزب في شكل طولي على امتداد الترعة الرئيسية في المنطقة.
وبالإضافة إلى الشكل المندمج الذي يميز القرية، فهناك قرى ذات شكل طولي، ويوجد هذا النمط مرتبطا بظروف الموضع كذلك، ويسود هذا النوع في إقليم المدلاند الإنجليزي وفي منطقة اللورين وحواف حوض باريس في فرنسا والقرية الإنجليزية من هذا النوع تمتد شريطيا على جانبي طريق رئيسي، والمساكن على كلا جانبيه، وكثير من هذه القرى الشريطية قديم وبعضها حديث وقد يكون نموها مرتبطا بطريق النقل الأخرى مثل الأنهار التي تكون أساسا هاما في نشأة القرى وامتدادها.
ب- القرى المبعثرة:
قد تكون المساكن في بعض الأحيان مبعثرة -دون نظام يربطها-، وغالبا ما تكون مساكن مفردة أو مجموعة صغيرة من المساكن، والتي تبدو في النهاية على شكل نسيج معقد من القرى الصغيرة "العزب" والمزارع وغالبا ما يدل هذا التبعثر على علاقة قوية للغاية بين مكان السكن ومكان العمل حيث يوجد كل منزل وسط الحقول أو المزرعة الخاصة بصاحبه.
ويؤدي التطور الاقتصادي إلى تحديد أشكال القرى واتجاهها نحو التبعثر