وكان عنده من الكتب النفيسة شيء كثير.
جمع تاريخا لإربل، وله كتاب «النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمام» وشرح أبيات «المفصل» للزمخشري (?)، وله ديوان شعر أجاد فيه، ومن شعره في تفضيل البياض على السمرة: [من الكامل]
لا تخدعنّك سمرة غرّارة … ما الحسن إلا للبياض وجنسه
فالرمح يقتل بعضه من غيره … والسيف يقتل كلّه من نفسه
وصل إلى إربل شاعر، فأرسل إليه أبو البركات المذكور دينارا مثلوما على يد شخص يقال له الكمال (?)، فتوهم الشاعر أن الكمال قطع قراضة من الدينار (?)، فقصد استعلام الحال من أبي البركات، فكتب إليه: [من الكامل]
يا أيها المولى الوزير ومن به … في الجود حقّا تضرب الأمثال
أرسلت بدر التّمّ عند كماله … حسنا فوافى العبد وهو هلال
ما عابه النقصان إلا أنه … بلغ الكمال كذلك الآجال (?)
توفي المذكور بالموصل سنة سبع وثلاثين وست مائة، ورثاه يوسف بن النفيس الإربلي بقوله: [من الوافر]
أبا البركات لو درت المنايا … بأنّك فرد عصرك لم تصبكا
كفى الإسلام رزءا فقد شخص … عليه بأعين الثقلين يبكى
قال ابن خلكان: (وهو من بيت كبير، أبوه تولى الاستيفاء بإربل، وعمه أبو الحسن كان فاضلا، وهو [الذي] نقل «نصيحة الملوك» للإمام الغزالي من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية؛ فإن الغزالي رحمه الله لم يضعها إلا بالفارسية كما هو مشهور بين الناس) (?).