زرارة (?)، فأسلم على يديه أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، فلما أسلم سعد .. لم يمس في دار بني عبد الأشهل مشرك، ثم فشا الإسلام في دور الأنصار كلها (?).

وفي سنة ثلاث عشرة من المبعث: خرج حجاج الأنصار من المسلمين مع حجاج قومهم من أهل الشرك، فلما قدموا مكة .. واعدوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق، وهي العقبة الثالثة المتفق على صحّتها.

فلما كان ليلة الميعاد .. باتوا مع قومهم، فلما مضى ثلث الليل .. خرجوا مستخفين، فلما اجتمعوا بالشعب عند العقبة .. جاءهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ومعه عمه العباس وهو إذ ذاك على شركه وإنما أراد التوثق لابن أخيه، فتكلم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتلا عليهم شيئا من القرآن، ثم قال: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم ونساءكم وأبناءكم»، ثم قال صلّى الله عليه وسلم: «أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا كفلا على قومهم»، فأخرجوا تسعة من الخزرج، وهم: أبو أمامة أسعد بن زرارة، عبد الله بن رواحة، سعد بن الرّبيع، رافع بن مالك بن العجلان، البراء بن معرور، سعد بن عبادة، عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر وكان إسلامه ليلتئذ، المنذر بن عمرو، عبادة بن الصّامت، وثلاثة من الأوس، وهم: أسيد بن حضير، سعد بن خيثمة، رفاعة بن عبد المنذر، وعدّ بعضهم بدل رفاعة أبا الهيثم بن التّيّهان (?).

ونقب صلّى الله عليه وسلم على النقباء أسعد بن زرارة، وقال لهم النبي صلّى الله عليه وسلم: «أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا الكفيل على قومي» (?) أي: المؤمنين، قالوا: نعم، فبايعوه، ووعدهم على الوفاء الجنة، وأول من بايع: البراء بن معرور، ثم تتابع الناس، وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015