سمع كلام المولى عزّ وجل، فأوحى إليه ما أوحى، ورأى من آيات ربه الكبرى؛ كما نطق به الكتاب العزيز.

والصحيح: أن الإسراء كان بروحه وجسده صلّى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، أو أن الإسراء كان مرتين؛ مرة بروحه مناما، ومرة أخرى يقظة، أو أن الإسراء بجسده كان إلى بيت المقدس، وبروحه الشريفة إلى ما فوق ذلك (?).

وفرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء (?).

فلما أصبح وأخبرهم بالإسراء .. كذّبته قريش واستبعدوا ذلك؛ حتى ارتد من ضعف إيمانه، ثم استوصفوه بيت المقدس، ولم يكن أثبت صفاته، فرفعه الله له، فجعل يخبرهم عنه وهو ينظره (?)، وأخبرهم بالرفقة والعلامة في عيرهم (?)، وأنها تجيء يوم الأربعاء، فجاءت في آخر يوم الأربعاء.

[قصة موافاة الأنصار]:

وفي موسم هذه السنة-أعني: سنة إحدى عشرة-: وافاه من الأنصار اثنا عشر رجلا؛ تسعة من الخزرج (?)، وهم: أسعد بن زرارة، وعوذ (?) ومعاذ ابنا عفراء، ورافع بن العجلان، وذكوان بن عامر، وعبادة بن الصّامت، ويزيد بن ثعلبة، وعباس بن عبادة، وعقبة بن عامر، وقطبة بن عامر، واثنان من الأوس، وهم: أبو الهيثم بن التّيّهان، وعويم بن ساعدة، فلقوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوه بيعة النساء؛ ألاّ يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ... إلى آخر ما قص الله سبحانه في آية بيعة النساء، فبعث معهم صلّى الله عليه وسلم مصعب بن عمير العبدري؛ يقرئهم القرآن ويعلمهم الأحكام، فكانوا يسمونه المقرئ، وكان منزله على أسعد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015