والذي أعرفه ووقفت عليه قديما أن المصراع الثاني من البيت الثاني من القصيدة المذكورة:
خربا ونصف لا محالة يخرب
والله سبحانه أعلم.
أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز، من أهل بغداد، الشيخ الكبير، الولي الشهير.
صحب ذا النون المصري، وأبا عبيد البسري، والسري، وبشر الحافي وغيرهم رحمهم الله.
قال رحمه الله: كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل.
وقال: مررت بشاب ميت في باب بني شيبة، فلما نظرت في وجهه .. تبسم، فقلت:
يا حبيبي؛ أحياة بعد الموت؟ ! فقال: أما علمت-يا أبا سعيد-أن الأحباء أحياء، وإنما ينقلون من دار إلى دار.
قال رحمه الله: رأيت إبليس في النوم وهو يمر عني ناحية، فقلت: تعال، فقال: أي شيء أعمل بكم؟ ! أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس، قلت: وما هو؟ قال:
الدنيا، فلما ولى عني .. التفت إلي وقال: غير أن لي فيكم لطيفة، قلت: وما هي؟ قال:
صحبة الأحداث.
وقال رحمه الله: صحبت الصوفية ما صحبت، فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا:
لم؟ قال: لأني كنت معهم على نفسي.
قال الجنيد رحمه الله: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز .. لهلكنا.
قيل: وهو أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.
وقيل لبعض المشايخ: إن أبا سعيد كان كثير التواجد عند الموت، قال: لم يكن