المصري، يهجوه حين قدم الموصل، وسار عنها إلى العقر:

أرى ابن كساء قد تقدَّم حاله ... وذلك بالحدباء من عجب الدَّهر

تردََّى رداء الجهل والنَّقص فانثنى ... تدرُّ له الأرزاق من حيث لا يدري

كذلك أفعال اللَّيالي قديمة ... وشيمتها مع كلِّ منتحل الشِّعر

ولو كان مشهورًا بأدنى فضيلة ... لأصبح فيها ناقص الحظ والقدر

ولو لم يكن يحكي الذباب قذارًة ... لخسَّة مقدارٍ لما صار بالعقر

وأنشدني أيضًا لنفسه فيه يهجوه:

أرى ابن كسا يسرِّق كلَّ شيء ... مجاهرةً ويكذب حيث كانا

فلو أنَّ الًّزمان قصيد شعًر ... يصادمنا بها سرق الزَّمانا

ولولا أنَّه رجل جبان ... لساء الفعل وانتحل القرانا

وأنشدني لنفسه يهجو ابن عنين الشاعر:

يا علَّة القولنج لا تتركني ... من صحَّة العالم في سقمه

ولا تخلِّي درهمًا واحدًا ... من نجوه يخرج من سرمه

حلِّي قواه واشددي طبعه ... حتى تروح الروح من جسمه

لتسلم الأعراض من شتمه ... ويستريح النَّاس من ظلمه

وأنشدني لنفسه يصف الخمر:

ومدامة رقت فعيش نديمها ... ممَّا يكدِّره الزَّمان مروَّق

وأنشدني لنفسه فيها أيضًا:

حمراء تعقب شاربيها راحة ... فلأجل ذلك سميت بالرَّاح

طاف السُّقاة بها علينا في الدُّجى ... فجمعن بين اللَّيل والإصباح

وأنشدني لنفسه في صديق له يلقب بالكمال، وعبد الرحمن يلقب البدر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015