[289]

عبد الرحمن بن أبي الفضل بن عبد الله، أبو محمَّد الأوانيُّ:

من أهل أوانا، وهي أشهر قرايا مدينة السلام، وهي فوقها بعشرة فراسخ، بجانبها الغربي.

رأيته بالموصل مرارًا كثيرًا، وكان نازلًا برباط الصوفية، وذكر لي أنه ينظم الأشعار في الغزل والنسيب، ولم ينشدني شيئاً، ثم لقيته بمدينة السلام، ووعدني أن يعلق لي جزًء من قيله، فما عدت إليه لتوان لحقني، وبعد مدة طالعت مجموع أشعار كبير، فوجدت فيه أقطاعًا من من شعره، وهي مكتوبة بخط يده، فنقلت منها قوله:

أشاقك إذ عنَّ برق لموع ... وأغراك إذ حنَّ ورق سجوع

وما كنت أحسب أنَّ الهوى ... له بذوي الحلم يومًا ولوع

إلى أن رأيتك في أسره ... تقاد وأنت سميع مطيع

وأنت حفيٌّ برجع خلت ... مرابعه وهو ناءٍ شسوع

تسائل هل مطرت أرضه ... وهل فيه بعد نواهم ربيع؟

وتعنو إذا الركب ألفيت في ... حقائبهم منه نشر يضوع

ألم تك ذا خلَّة لا تهي ... لخطبٍ فكيف اعتراك الخضوع؟

وأنَّى استفزّك حتى جزعـ ... ـت على الجزع يوم استقلُّوا الهلوع

هو الحبُّ أسهمه لا تني لموقعها تتشظًّى الدُّروع

فكيف إذا ساعدتها نوى ... تنوء بصبري وشمل صديع

وإني أرى الصبر فيما زعمت ... جميل العواقب لو أستطيع

ونقلت أيًا من خطه شعره:

وأبيكما إنًّ الذي تريانه ... مغنى الهوى فسلاه عن سكَّانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015