وأنشدني لنفسه في غلام قصد الحجّ: [من البسيط]
يا قاصد الحجر المسودِّ يلثمه ... ولئمه للورى يشفى به السَّقم
مقلَّدًا بحسام من لواحظه ... يبغي النِّضال وهذا الرّكن والحرم
إذا تقلَّدت وزرًا من دمائهم ... وليس يسفك فيه للأنام دم
فأين أجرك والحجَّاج شاخصة ... أبصارهم فيك ما حجُّوا ولا استلموا
إغمد لحاظك عنهم إنَّهم حرم ... فقد سفكت دماء القوم يا صنم
وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى بعض الأمراء: [من الكامل]
/ 233 ب/ قسمًا بربِّ اليعملات إلى منى ... من متهم بمحلِّه أو منجد
إنَّ الخطوب فتكن بي فتك الظُّبا ... بيد الأمير أخي المكارم أحمد
ملك له في كلِّ يوم كريهة ... رأي يفلُّ به غرار مهنَّد
وله إذا عدَّ الفخار مكارم ... وعزائم مقرونة بالفرقد
وإذا تواترت الخطوب على الورى ... فيمينه منهلَّة بالعسجد
يا أيُّها الملك الَّذي في كفِّه ... بحر لمن وافاه عذب المورد
أمن السَّويَّة أن أكون محلاً ... عن مطلبي ولديك غاية مقصدي
وعليك متّكلي وأنت وسيلتي ... وإليك قصدي يا غياث الوفّد
فاسمح بجاهك لا برحت على المدى ... في كلِّ ننائبة ملاذ المجتدي
وأنشدني لنفسه يهجو العميد أبا نصر الحنائي بالموصل، حين عمل صهريجًا ظاهر البلد بمشهد الرأس، واحتبس في تلك النة الغيث، وتأخر مجيئه:
[من الخفيف]
يا صحابي إن اعوز الماء غورًا ... أورأيتم أيّامنا البيض سودا
أو تنشَّا غيم فلا غرو إن أصـ ... ـبح عنَّا مواريًا مطرودا
/ 234 أ/ كيف نرجو السَّحاب من بعد ما أضـ ... ـحى أبو نصر في البرايا عميدا
أو نرجِّي أن يرخص الملك العلاَّم سعرًا وفضله أن يجودا