وأنشدني لنفسه يعاتب النقيب جمال الدين أبا طالب المعمر بن أحمد بن زيد بن محمد بن عبيد الله الحسيني الموصلي، وهو يومئذ يتولّى نقابة العلويين بالموصل:
[من الوافر]
إذا نزلت جسيمات الخطوب ... بنا فزوالها بيد النَّقيب
كريم ما يماثله كريم ... جواد ما يقاس إلى قريب
نؤمل منه بحرًا فاض حتَّى ... طغا بين السُّهول إلى السُّهوب
شمائله شمائل حيدريٍّ ... نما من ذلك البطل الحَّبيب
ألا يا ابن الأكارم من قريش ... ويا من شعبه خير الشُّعوب
أراك غفلت عن عبد مريض ... سلامته من العجب العجيب
/ 228 ب/ تمتُّ إليك بالأدب المصطفَّى ... مدائحه وبالعهد القريب
على أنَّ الأديب إذا لحته ... يد الأيَّام بالجدِّ الخشيب
وحلَّ به عظيمات الرَّزايا ... جفاه الأقربون بغير حوب
وكيف أخاف من غير اللَّيالي ... وجود يديك في الدُّنيا نصيبي
وكتب إليه أ] ضًا، يمدحه ويعاتبه: [من المجتث]
يا قامة القضيب ... يا نزهة القلوب
في القلب منك داء ... أعيا على الطَّبيب
ومن إذا تثنَّى ... بقدِّه الرَّطيب
أيا ابن بدر تمٍّ ... موف على كثيب
رقَّ لمستهام ... متيَّم كئيب
إليك يا مناه ... يشكو جوى الوجيب
ففي حشاه نار ... مضرمة اللَّهيب
علله بالتَّلاقي ... في غفلة الرَّقيب
ألا ومن يراه ... يشكو إلى النَّقيب
/ 229 أ/ الطَّاهر السَّجايا ... والفاضل اللَّبيب
فطالما تردَّى ... بجوده الخصيب
وجرَّ ذيل لهو ... في ظلِّه الرَّحيب