قابلتها بعزيمة قرشيَّة ... للنّاكثين بها ردى وحمام
إنِّي أتيتك والحوادث جمَّة ... عندي ومن يتيك كيف يضام؟
مستنصرًا بخليفة مستنصر ... بالله ليس لنصره إحجام
وأنشدني أيضًا من قصيدة أوَّلها: [من المديد]
/ 227 ب/ ما على الحادين لو وقفوا ... ساعًةة بالرَّكب أو عطفوا
فعسى يشفي بلابله ... مستهام مغرم دنف
فله في الرَّكب معتدل ... قدُّه قد زانه الهيف
وقضيب فوق قامته ... بدر تمٍّ ليس ينخسف
راش من ألحاظ مقلته ... أٍهمًا قلبي لها هدف
وغدا يفترُّ عن برد ... طاب رشفًا حين يرتشف
قلت لمَّا راح ينهلني ... راحه واللَّيل معتكف
أسنى برق يدير لنا ... أم تبدَّى في الدُّجى الشَّرف
وقال فيه أيضًا يمدحه: [من الطويل]
لك الخير يا ابن السَّابقين إلى العلا ... وخيير فتى سارت إليه الركائب
ومن بندى كفَّيه إن أخلف الحيا ... مصائرنا لو أعوزتنا المطالب
تعلَّمت الأنواء منك فأسبلت ... على النَّاس حتَّى ما ترام المذاهب
فجودك يحيي العالمين وهذه ... تجاذبها هام الرُّبى والمذانب
لشتَّان ما بين النَّوالين فالحيا ... يجود وأحيانًا يرى وهو ناضب
/ 228 أ/ وأنت على برِّ الزَّمان مواصل ... عفاتك بالنُّعمى وجودك ساكب
أتاك بنو الآمال حسرى لواغبًا ... فعمَّتهم من راحتيك المواهب
(فعاجوا فأثنوا بالّذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب)
فلا زال مغناك الملاذ لمن أتى ... إلى ساحتيه وهو في الجود راغب
فزوِّده عبدًا ما يزال ثناؤه ... عليك مقيمًا وهو حقٌّ وواجب