كقضيب الأراك قدًّا إذا ما ... هزَّ أعطافه الصبا وتأوَّد
بابلي اللِّحاظ سلَّ على العشَّـ ... ـاق من مقلتيه سفيًا مهنَّد
تم عذري في حبِّه حين خطَّ الـ ... ـمسك في خدِّه عذارًا مقيَّد
كم سقاني من ريقه وثنايا ... هـ على الحالتين قهوة صرخد
من مدام إذا سقاها النَّدامى ... خلتها من خدَّيه يجنى زبرجد
في زمان صفا ورقَّ فأضحى ... وهو غضٌّ يحكي خلال ابن أحمد
الجواد الذي إذا جاد غيث ... وهو ليث إذا سطا وتهدَّد
والوزير الأريب والفاضل النَّد ... ب المرجَّى والأريحيِّ الممجَّد
كلَّما أخلف السَّحاب وأكدى ... أمطرت كفُّه لجينًا وعسجد
جاد حتَّى خلنا ندى راحتيه ... من مسيل الأتيّ أندى وأجود
كتبه تفتح الحصون العوالي ... وهي للملتجين حصن مشيَّد
/ 226 أ/ والَّذي في يراعه للموالي ... والمعادي جود وعيش منكَّد
هو في كفِّه وبين يديه ... للبرايا من بأسه تتوقد
أيُّها السَّيِّد الذي لأياديـ ... ـه على النَّاس مَّنة ليس تحجد
أنت أخجلتني بجودك حتَّى ... صار شكري عليك وقفًا مؤبد
وبألفاظك اهتديت فأهديـ ... ت إلى ظلِّك المديح المردَّد
من قواف كأنَّها حين تنشد ... يتغنًّى بها الغريض ومعبد
فابق واسلم على الزَّمان ومانا ... ح على غصنه الحمام وغرَّد
وقال فيه أيضًا يمدحه: [من الكامل]
حيِّيت من دمن ومن عرصات ... بالأبرقين محيلة الآيات
وسقى معالمك الحيا وغدت بعر ... صتك الرِّياح عليلة النَّفحات
فلكم قضيت بك اللُّبانة لاهيًا ... بأوانس مثل الدُّمى خفرات
ومنها يقول:
لاحظته والكأس في يده وقد ... لعبت بمشيته يد النَّشوات
في ليلة جمع النَّعيم بها وما ... أذنت كواكب أفقها بشتات
فكأنَّما الجوزاء فيها قينة ... باتت تساعدنا على اللَّذَّات