الصورة، جميل الأوصاف، طيب الإنشاد، حلو الإيراد، وله نظم ونثر.
ومن شعره في المستنصر بالله أمير المؤمنين –أدام الله أيامه-: [من المتقارب]
حرام على مقلتيَّ المنام ... وقد طرد الشَّوق عنها المناما
ومن هام وجدًا بطيف الكرى ... يكون على مقلتيه حراما
فاه على طيب عيش مضى ... لنا بالمحصَّب لو كان داما
ألا ما لجيران ذاك الجناب ... رحلن فأسكنَّ قلبي غراما
فليتهم حين سارت بهم ... مطاياهم ودَّعوا المستهاما
/ 213 ب/ لقد عاد من بعد بعد الحبيب ... فؤادي في كلِّ واد وهاما
فهل من سبيل إلى نظرة ... تبلُّ الغليل وتشفي الأواما
أيدري غزال الحمى أنَّه ... بقلبي لا بالحمى قد أقاما
يميط لثام الأسى والجوى ... إذا زارني وأماط اللِّثاما
بروحي حبيب بديع الجمال ... أرى وصله فرصًة واغتناما
ويسكرني بعتيق الحديث ... حتَّى كأنِّي ارتشفت المداما
كما أنني لست أبغي النَّسيب ... إلاَّ لأمدح هذا الإماما
لقد بذَّ آباءه الراشدين ... بأجمعهم همَّة واعتزاما
وأولى الهبات وأدَّى الصِّلات ... وأحيا العفاة وفاق الغماما
وسنَّ العطايا وأسنى الصَّفايا ... وخصَّ الرَّعايا بعدل وداما
أبا جعفر ثق بفتح قريب ... ونجح مديد المدى لا يسامى
مضى رجب شاكرًا جودكم ... وأظهر شعبان حمدًا مداما
تملَّ بشهر الصِّيام الَّذي ... أتى شاكرًا برَّك المستداما
فكم لك من نائل في الصِّيام ... وبرٍّ غزير يعمُّ الأناما
فلا وجد الرَّاضعون النَّدى ... مدى الدَّهر من راحتيك الفطاما
/ 214 أ/ فعش أبد الدَّهر يا من به ... تهنَّى المواسم عامًا فعاما