لله من عاينت عيني محاسنه ... يومًا فعوذته بالله من عيني

يختال كالغصن تيها في تمايله ... ما بين عبدين لون اللَّيل علجين

فقلت والشَّوق يطويني وينشرني ... لم ألق قبلك صبحًا بين ليلين

فمرَّ يضحك من قولي وقال بلى ... كم قد رأى النَّاس سعدًا بين نحسين!

واقترح عليه السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب –قدس الله روحه- بمرج عكّا، ما يعتذر به عن الشيب، أنه ليس بوهن، ولا ضعف، ولا كبر، فقال: [من الرجز]

/ 195 أ/ يا من لآيات شبا ... بي في الهوى تأوَّلت

ما شيبة قد فعلت ... بلمَّتي ما فعلت

لكنَّها نار شبا ... بي قويت فاشتعلت

وقال أيضًا: [من السريع]

لا تنكري رأسي عن ريبة ... ولا تظنّي أنَّه أشيب

فإنَّه في مفرقي العنبر ابـ ... ـيضَّ وخير العنبر الأشهب

وقال أيضًا في معناه، وفيه لزوم ما لا يلزم: [من مجزوء الرجز]

رأت بليل لمتي ... كواكبًا قد طلعت

وأوقعت في نفسها ... من كبري ما أوقعت

وإنَّها دليل أيام ... شبابي لو وعت

فآية اللَّيل إذا ... زهر النُّجوم اجتمعت

وقال أيضًا: [من الطويل]

لئن شاب رأسي قبل حين مشيبه ... وذاك من الأيَّام غير عجيب

فمن بعد أوطاني وقرب صبابتي ... ووصل علاقاتي وهجر حبيبي

/ 195 ب/ وإن تهجر السُّود الغرايب لمَّتي ... فلي سؤدد في المجد غير غريب

وإنِّي لأغنى عن شبابي بهمَّتي ... ويغني وقاري عن بياض مشيبي

فإمَّا تريني نازعًا عن غوايتي ... أنادي من الأحباب غير مجيب

فقدمًا أرى والغانيات يرينني ... بعين مريد لا بعين مريب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015