طاف بباب لم يزل لسائل مفتَّحا ... لا بل لعرب وعجم

ينهلُّ للعافي نداه منحًا فمنحا ... وينهل العاتي سقم

يسقي الموالي خمر جود قدحا فقدحا ... ويسكر الأعداء سم

/ 194 أ/ مرتديًا برد الجلال بالعلا موشَّحا ... له من المدح علم

لو عدله في الذِّئب والشَّاء عدا لاصطلحا ... واطَّرحا ضغن القدم

محمَّد من لم يزل من الورى ممدَّحا ... سامي العلا خلاه ذم

يسمح طبعًا إن يجد ذو كرم تسمُّحا ... فيا له من ذي كرم

أيُّ حسام لم يفل حدَّه مجرّحا ... وأيَّ داء ما حسم

أيُّ غنى لم يبنه لسائل مجترحا ... وأيَّ فقر ما هدم

أربح من تاجره بشعره ممتدحا ... وحاز ما شاء وضم

وكيف لا يرجع من أمَّ حماه مربحا ... يرفل في ثوب النِّعم

قريب إيراء زناد جوده مقتدحا ... بعيد عزم وهمم

تدو من آرائه على أعاديه رحى ... ينقض منهم ما انبرم

ملك ترى الملوك ما بين يديه سرحا ... تجرُّ أذيال الخدم

لو وزنت نداه بالبحر ندى لرجحا ... على ندى البحر الخضم

أو ناضلا أحدًا ورضوى حلمه تطحطحا ... واثناهما طود أشم

يخدمه الإقبال والسَّعد ألا لا برحا ... له عبيد وخدم

يا من يقرُّ ضدُّه بفضله مصرَّحا ... إن حاسد فضلاً كتم

/ 194 ب/ إلمح تجد من غرر الآداب فيها ملحا ... يفض عنها كلُّ فم

لو أعجميٌّ ذاقها سمعًا لعاد مفصحا ... ينثر درًا إن نظم

تلذُّ للسَّامع إذ يسمعها مفتتحا ... كما تلذُّ مختتم

وله وقد رأى بين يدي الملك الأفضل نور الدين أبي الحسن علي بن يوسف صبيًا حسن الصورة، بديع الحسن، بين عبدين أسودين، شنيعي الخلق: [من البسيط]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015