أيا جنَّتي غادرت بالبعد في الحشا ... جحيم أسى نيرانه تتضرَّم
ألست من الولدان أحلى شمائلاً ... فكيف سكنت القلب وهو جهنَّم؟
نفرتم فنفَّرتم رقادي ببينكم ... وثوَّرتم الأحزان يوم أثرتم
إذا ما خلت منكم منى لا خلت منى ... ولا جادها جون من المزن مرزم
أنادي مناديكم وقد عزَّ عنكم ... عزائي ألا لا أوحش الله منكم
ربيعي جمادى مذ نأيتم ومنزلي ... به صفر منكم ونومي محرَّم
جفا الغمض جفني والكرة بعد بينكم ... كأنَّ الكرى طيب وجفني محرَّم
ظننتم وبعض الظَّن إثم بأنَّني ... سلوت هواكم والسُّلوُّ مذمَّم
هواكم يقين والسُّلوُّ توهُّم ... وأين من الأمر اليقين التَّوهم
أنا ذلك الصَّب المعنَّى بحبكم ... وأنتم وإن خنتم عهودي أنتم
[275]
عبد الرَّحمن بن بدر بن الحسن/ 190 أ/ بن المفرِّج، أبو محمَّد النابلسيُّ، المنبوز بمدلويه:
أحد الشعراء المعروفين، والفضلاء الموصوفين، كثير الشعر، نبيه الذكر، ذو نظم مستجاد، أحسن في إنشائه وأجاد، يجمع السهولة والمتانة والعذوبة والرصانة.
امتدح الملوك من بني أيوب، ملوك الشام، وأكرموه لفضل أدبه غاية الإكرام، ثم غيرهم من الأمراء والقضاة والوزراء والولاة، تأدّب على الإمام الأديب أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي البغدادي النحوي، وقرأ عليه كثيرًا من مسموعاته، واشتغل في صباه على الشهاب فتيان بن علي الأديب الفاضل الشاغوري، ورحل إلى مدينة السلام، وقرأ بها المقامات الحريرية على أبي الفضل منوجهر بن محمد بن