يعاندني في جميع الأمور ... ليجعلني غرض الرَّاشق
ولو أنَّ يوماً عشقت العوير ... لصار له ماؤنا عاشق
والعوير هذا كان رجلاً أعور مشوَّه الخلق مختلطاً، يعبث به الصبيان بالموصل.
[989]
يوسف بن المظفر بن أحمد بن شهابٍ، أبو الفضل الإسكندري.
كانت ولادته بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين وخمسمائة.
وكان فاضلاً أديباً عالماً لبيباً شاعراً نجيباً.
أنشدني الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي بها- رحمه الله تعالى- قال: أنشدني يوسف بن المظفر الإسكندري لنفسه: [من الوافر]
تحدَّى بالمال وقال إنِّي ... إمام الحسن قلت: فما الدَّليل.
فقال: وهل ظننت فقلت: كلَّا ... ولكنِّي أحقِّق ما أقول!
فقال: أنظر تر الضِّدَّين عندي ... على حال التزامٍ لا يحول
فها كفلي به ريٌّ وخصري ... به ظمأٌ وذاك لذا كفيل
فقلت: لقد أتيت بمعجزاتٍ ... وجئت بما تصدِّقه العقول
فقال: آمنت، قلت: نعم وإنِّي ... لأشهد أنَّك الحسن الجميل
وأنشدني له أيضاً: [من الوافر]
سبى عقلي بمعتدل القوام ... وصال بناظرٍ مثل الحسام
غزال يصرع الآساد قهراً ... فما تنجو لديه من الحمام
من الأتراك إلَّا أنَّ فيه ... من الأعراب إعراب الكلام
رمى بالَّبل في غرضٍ فأصمى ... صميم القلب منِّي بالسِّهام
فقلت وقد بصرت به أهذا ... من الولدان أم حور الخيام
وهل أبصرتم أو هل سمعتم ... بريمٍ في البريَّة عاد رامي