الحسن- رضوان الله عليه-: [من المديد]
من لصبٍّ ضاع يوم نأوا ... صبره عنهم وحيلته
وإذا طرف المشوقي كبا ... لم تقل والله عثرته
وممات الصَّبِّ صدُّكم ... وغداة الوصل بعثته
قصَّة المحزون تسطرها ... في ظلام اللَّيل غصَّته
صفحة الخدَّين رقعتها ... ودواه الصَّبِّ مقلته
ويراع الوجد تعربها ... من مداد الشَّوق مدَّته
وإلى المحبوب تحملها ... من صبا الأسحار نسمته
وإذا حنَّ الحزين أسىً ... كحنين العنس حنته
وسلاف الحبِّ تطربه ... فتذيع السِّرَّ نشوته
مثل ما في النَّظم يطربني ... لإمام العصر مدحته
لوفود الجود قد كفلت ... بالأماني أريحيَّته
من ندى كفَّيه تابعه ... حجَّة الإنسان عمرته
فعلت بالحقِّ دولته ... فعلت في الخلق دعوته
تخجل الوطفاء هاميةً ... حين يهمني الجود مزنته
فأسود الغاب خاشيةٌ ... قد كساها الخوف سطوته
وإذا ما البحر قيس به ... أشبه الغدران لجَّته
ومن الطِّين الورى خلقوا ... ومن العلياء طينته
ولنا منه النَّدى وله ... من إله العرش نصرته
وله رق الورى وله ... من رسول الله بردته
ومنانا أن تدوم لنا ... لننال السُّؤل دولته
إنَّ ميت الجود عاش به ... بعد ما ضمَّته حفرته
وإذا ما الله عمَّره ... كملت للجود بغيته
حبُّه فرضٌ ندين به ... طاعة الرَّحمان طاعته