وأوجد في يساك يسر مرادنا ... يميناً وفي اليمنى السَّلامة واليمنا

وأبدع في أخلاقك الغرِّ فاغتدت ... هي الثمرات الطَّيِّبات إذا تجنى

واطلع بدراً في منازل سعده ... وأبدى قواماً قد حكى الأسمر اللَّدنا

فأنت حبيب القلب سرّاً وجهرةً ... بما حزت من لفظ بديعٍ ومن معنى

وأنت دواءٌ للسَّقيم بنظرة ... يعيش بها أو أن تبلِّغها مثنى

فللَّه أوقاتٌ على الخيف من منىً ... تحوز المنى والعين مطروفة عنَّا

وكم ليلةٍ وافيته في ظلامها ... فعاد ضياءً من سنى وجهه الأسنى

ولمَّا بدا والبدر وافاه في الدُّجى ... فقالوا فما أنصفت أعلاكما الأدنى

فحين رماني الله بالبعد والنَّوى ... سألت لمغناه يجيب فما أغنى

ولولا رجاء الطَّيف أن يطرق فكري ... وإلَّا لكان الصَّبر من بعده يفنى

فاسأل ربَّ الخلق يجمع بيننا ... على حالةٍ ترضي الودود كما كنَّا

وأنشدني، قال: أنشدني يوسف بن عبد الله الحلبيّ لنفسه: [من الطويل]

ألا هل لنا بعد التَّفرق مجمع ... فعيني لا يرقى لها الدَّهر مدمع

نأيتم وألهبتم فؤادي صبابةً ... عسى عطفةٌ منكم وفي القوس منزع

وحرَّقتم الأحشاء بعد بعادكم ... فكيف أروم البرَّ أو كيف أطمع

وأوقرتم سمعي عن العذل بعدكم ... فلا أرعوي عذلاً ولا الأذن تسمع

أطعت لغيِّي في الهوى وضلالتي ... وعاصيت سلواني وذلك انفع

سقامي نجمٌ إن حضرتم فغائبٌ ... وإن غبتم عنِّي فإذ ذاك يطلع

حرمت لذيذ النَّوم بعد فراقكم ... فعيني لا تغفو ولا هي تهجع

ولا يرتجي الملهوف إلَّا وصالكم ... فبالوصل ينأى السُّقم عنه ويقلع

وأنشدني، قال: أنشدني أبو المحاسن قوله: [من الطويل]

أيا سائق الأظعان رفقاً بها رفقاً ... فلا سلوتي تحيا ولا عبرتي ترقا

تعزَّيت بالأسقام لمَّا رأيتهم ... وحادي ركاب القوم يحدو بهم شرقا

فناديته بالله قف لي هنيئةً ... فقال وما ألوى: يجنَّبها الأشقى

فلمَّا سمعت القول أهويت صاعداً ... وجسمي على نيران هجرهم ملقى

إذا هاج تذكاري خشيت تحرُّقاً ... وإن فاض دمعي إنَّني لمن الغرقى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015