فقال ولم يفكر: صدقت، وإنِّما ... أراد به الأحرار يا صاحب الحسِّ
[972]
يوسف بن عامر بن أبي عبد الله بن أبي نصر بن عليِّ بن أحمد بن الوهبي، أبو سعد الموصليُّ المعروف بالشَّحَّاميِّ.
قرأ طرفاً من فقه الإمام الشافعي- رضي الله عنه- على الشيخ أبي حامد محمد بن يونس بن محمد بن منعة الموصلي- فقيه الموصل- وكان قبل ذلك مرتباً بالمدرسة النوريّة.
ثم سافر إلى الشام سنة ستمائة، ونزل دمشق ولم يزل بها مقيماً إلى أن مات سنة ثمانٍ وعشرين وستمائة.
صار إليّ من شعره قصيدة مدح بها أتابك نور الدين أبا الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسنقر- صاحب الموصل- ويهنئه بالنيروز وذلك في سنة خمس وتسعين وخمسمائة- رحمه الله تعالى-: [من الخفيف]
أنا مالي وللظُّبا والعوالي ... وسموٍّ إلى سماء المعالي
أنا مالي صبرٌ على الطَّعن والضَّر ... ب وبالي لا يستلذُّ وبالي
لست ممَّن يروم حرباً إلى حرب ... ولا غزو ضمرةٍ وهلال
أنا أهوى للبيض والسُّمر لا سمـ ... ـر العوالي ولا لبيض النِّضال
إنَّ بيض الخدور أحلى من البيـ ... ـض وصدم الأبطال بالأبطال
أنا مالي بين الصُّفوف مجالٌ ... يوم عثر الرِّجال بالآجال
أيُّ فخرٍ إذا أتيت طعيناً ... أو رهيناً أو جاثماً من قتال
إنَّما الفخر في وصال الأغاني ... بالمغاني من دون قيل وقال
أو مديح المولى المؤيَّد نور الدِّ ... ين ربِّ الإحسان والإفضال
ملكٌ جلَّ عن مشابهة الخلق ... وعن كلِّ لاحقٍ أو تالي
فهو بين الملوك واسطة العقـ ... ـد وجلَّ المولى عن التمثال
يا أرسلان شاه يا مالك الحد ... باء يا من علا على كلِّ عالي
قد أتاك النَّيروز السَّعيد بجدٍّ ... صاعدٍ مخبرٍ بخير مال