كثيرة السَّمن تأتي ... على القفا محموله
وقال يمدح بهاء الدين أبا سعيد سريجا بن عبد الله بآمد: [من المنسرح]
لقد تناهى معي العذول ... ولست أصغي لما يقول
فكيف يصبو إلى ملام ... صبٌّ لعبء الهوى حمول
يراقب النَّجم منه طرفٌ ... كأنَّه بالدُّجى وكيل
ليس له في السُّلوِّ رأيٌّ ... ولا من العشق يستقيل
فالعشق معنىً بغير ذات ... تحار في كنهه العقول
يحلُّ بالقلب منه وهمٌ ... وما إليه له سبيل
فتعتريه الهموم حتَّى ... كأنَّ طرفي لها دليل
وأكحل الطَّرف فاق حسناً ... يا حبَّذا طرفه الكحيل
مذ رضع الثَّدي وهو طفلٌ ... ما جال في مقلتيه ميل
أسمر كالسمهريِّ لدنٌ ... أفرط في خصره النُّحول
يميس كالغصن رنَّحته ... مع الصَّبا في القبا القبول
ما لجفون المها سهامٌ ... تراش منها ولا نصول
ولا لريم الفلاة فرعٌ ... أسحم مثل الرِّشا طويل
فكم دمٍ للمحبِّ ظلماً ... أساله خدَّه الأسيل
فرَّق جيش الهموم لهواً ... فجمَّعت شمله الشَّمول
تخفُّ بالشَّارب الحميَّا ... وهو على سكره ثقيل
لم يبد منه على مدام ... مع النُّدامى قال وقيل
ناولني من يديه راحاً ... بها يداوى الصَّب العليل
وشابها من رضاب فيه ... فقلت آسٌ وسلسبيل
فقل لمن لا مني سفاهاً ... في حبِّ من كلُّه جميل
تلوم في حبِّ عيسويٍّ ... عاش بايشوعه القتيل
كما يعيش الأنام طرّاً ... في جود من ظلُّه ظليل
وله يعاتب الدهر لكونه يرفع وضيعاً ويحط رفيعاً: [من البسيط]
إنِّي لأبغض دهراً لا يفرِّق ما ... بين الأماجد والسَّفسافة السِّفل