وقال وقد أعطاه الملك المؤيد نظام الدين ضيعة وكبتها / 197 أ/ له ملكًا. وكانت كثيرة الأشجار، لذيذة الثما، غزيرة الأنهار؛ وهي على شاطيء الفرات فحسده جماعة عليها وحملوه على أخذها منه. وكان قد كتب خطه معه على توقيعه بها بخط كفّه: "ملعون من يغيرها ما عاش عليه أو يستعيدها أبداً". [من المتقارب]
جعلت بنعماك يا ابن الملوك ... أعادي لي من طريق الحسد
وكيف ولا يحسدوني وقد ... مننت عليَّ بنامِّ البلد
أرى كلَّما زدتني رفعةً ... يموتون في كلَّ يوم كمد
إذا لم أخف بعلاك السِّباع ... أخاف ومثلك لي من نقد
فعمَّرك الله عمر الزَّمان ... ولا عمَّر الله منهم أحد
وقال يمدح الوزير ضياء الدين أبا العباس أحمد بن القاسم/ 197 ب/ ابن شيخ السلاَّميَّة – وهو يومئذ وزير الملك الصالح محمود بن محمد بامد: [من المنسرح]
يا قمراً في جماله أوحد ... مثلك في العالمين لا يجود
سلَّطت نار الأسى على كبدي ... فكلُّ نار من مهجتي توقد
صن عقربيك اللَّتين قد لسبا ... حبَّة قلبي بصدغك الأسود
سبحان رب براك من حمأ ... بدراً وخداك من دمي ورَّد
بدَّد شملي ببينه وأبى ... يجمع شملي من بعد ما بدَّد
وهدَّد اللَّيث بالُّصدود وما ... يهمُّ ميت إن صدًّ أو هدد
لولا ثناياه ما أهتديت وقد ... ضيَّق طرفي وسبلها سدَّد
إلى قوام كأنَّه غصن ... مزنَّر الخصر ناعم أملد
اخاف من ضعفه وقد نظرت ... إليه عيني ينقدُّ او ينفد
يكاد من لينه ودقَّته ... يحلٌّ عند القيام أو يعقد
له رضاب إذا مزجت به ... الكأس سحيراً والطَّير قد غرَّد
أبرد من دمعة السُّرور ومن ... ماء بكانون في الشِّتا أجلد
/198 أ/ يصوغ مسكاً وعنبرًا عطرًا ... وإن بدا شاديًا فمن معبد