أنجمها في فلك القصف غدا ... على الثُّريَّا قمر يديرها
فالرُّوض تهتزُّ قدودًا بأنه ... والأرض ترنو أعينًا زهورها
وأضطربت روادفًا غدرانها ... حيث سعت أراقمًا نهورها
وجاء تشرين بكيميائه ... فالدَّوح قد ذهَّبه إكسيرها
وانثنت الأشجار بعد خضرة ... مصفرَّة تنكرها طيورها
والجوز قد هزَّت ذراه شمائل ... فبان في أوراقه تأثيرها
/145 أ/ كأنَّهم ألواح موسى أنزلت ... بالوحي عبرانًّيةً سطورها
وقال أيضًا: [من الطويل]
سرى حاليًا بالكأس يشدو ويفتر ... وقد طَّل زهر يانع ورنت زهر
فعانقته أبكي ويعرق خدُّه ... وللسُّحب من قطر ومن برد نثر
وناولني من خطَّه أيِّ رقعة ... من العتب تحكي السِّمط في طيِّها السَّطر
فلو سام هاتيك المحاسن ناظر ... وفكَّر حينًا ما درى أيُّها الدُّرُّ
أقاح حجى شهب ندى عرق بكى ... كلام حلا خط حيا برد ثغر
وله في الروض: [من السريع]
كأنَّما الرَّوض وقد حدَّقت ... غبَّ النَّدى فيه أزاهير
بسط من السُّندس مبثوثة ... قد نثرت فيها دنانير
وقال أيضًا: [من الوافر]
وأبلج من بني الوزراء يسمي ... بهمَّته على الفلك افتخار
إذا لعبت به الخيلاء بانت ... بمشيته السَّكينة والوقار
على رأس الوزارة منه تاج ... تتيه به وفي يده سوار
/145 ب/ رآه واصفوه قد تبدًا ... فتاهوا في محاسنه وحاروا
وقالوا: وجهة بدر منير ... فقلت: وليله النَّقع المثار
وقالوا: قدُّه غصن نضير ... فقلت: ومن نداه له ثمار