والياسمين غدا كوجنة عاشق ... والأقحوان حكى مباسم خرَّد

وشقيقها المطلول تحسب أنًّه ... رمد العيون وقد كحلن بإثمد

والنَّهر ممطور تجعِّده الصَّبا ... كسهام رام في دلاص مزرَّد

/144 أ/ وأرى الكؤوس كعسجد في فضَّة ... فيها الحباب كفضَّة في عسجد

عاطيتها حلو الشَّمائل أغيدًا ... أفديه من حلو الشمائل أغيد

فلزمت منه مثقَّفًا في صحوة ... يحميه من أجفانه بمهنَّد

وجعلت أرتع واردًا من ريقه ... في ورد روضة خدِّه المتورِّد

يا صاح كم للسُّكر عندي منه في ... الصَّحو عن إدراكها قصرت يدي

وقال يصف روضة: [من الكامل]

ولقد مررت بروضة راض النَّدى ... أقطارها فالطَّلُّ منها يقطر

وانجرَّ فوق بهارها ذيل الصَّبا ... فكأنَّها في الجوَّ مسك أذفر

وطأنَّ وقع القطر في أنهارها ... حلق الُّروع على الصَّوارم تنثر

وقوله في حمّام: [من السريع]

حمَّامنا أشبه شيء يرى ... في الضِّيق والظَّلمة واللَّحد

يكاد أن يهلك من حلَّه ... في بحر تمُّوز من البرد

ينقل من صدر إلى دكة ... كأنَّه مهركة النَّرد

وله في صفة شجاع: [من الكامل]

/144 ب/ قسم العلا شطرين بين سماحة ... وحسامه يومي ندى وجلاد

فتراه في حالي رضاه وسخطه ... ليثًا وغيثًا في الوغى والنَّادي

وقال أيضًا: [من الوافر]

ضنيت وضنَّ من أهوى بوصلي ... وعاداني الخيال وكان عائد

فأشبهت الَّذي للسُّقم نقصًا ... وإن خالفته صلةً وعائد

وقال أيضًا: [من الرجز]

يا صاح قم فالدَّوح قد رقَّصها ... مرُّ الصَّبا لمَّا شدت طيورها

أما ترى الشَّرب غدت كؤوسهم ... بردًا على أيديهم سعيرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015