وجاد راووقها الباكي بمهجته ... على الأباريق والأقداح والنُّخب

فلو ترى دمعه المسفوح وهو دم ... لخلته شررًا يرفضُّ عن لهب

وقال في إنسان قبيح الخلق: [من المتقارب]

/138 لأ/ أتى فوق بغلته للحساب ... فرحت وقد قلت قول الصَّواب

أشبِّهه وهو من فوقها ... بقردٍ تسنَّم إحدى الرَّوابي

وقال أيضًا: [من المنسرح]

باكر إلى القصف يا أخا الأدب ... منهمكًا في هوى أبنة العنب

فقد كسا النَّبت أرضنا حللاً ... تختال منها في منظر عجب

والرَّوض تغدو الجفون عاطرةً ... تسحب فيها مطارف السُّحب

قد عقدت للشقيق الوية ... للشَّرب حمر منشورة العذب

ورقَّص البان شمال وصبًا ... فصفَّقت ورقه من الطَّرب

والنَّهر سيف بخاره صدأ ... له بحيث الفرند من حبب

وقال يمدح: [من الوافر]

فتًى فاق الورى كرمًا وبأسًا ... عزيز الجار مخضرُّ الجناب

ترى في السَّلم منه غيث جود ... وفي يوم الكريهة ليث غاب

إذا ما سلَّ صارمه بحرب ... أراك البرق في كفِّ السَّحاب

وله في جارية تركية: [من الكامل]

/138 ب/ لاثت على الخدَّين فضل خمارها ... وحمتهما من لحظها بقواضب

فحسبتها لحيائها عكست سنى ... شمس الظَّهيرة منه تحت سحاب

تركيَّة برزت وقد أبدت لنا ... نصح المسالم في سلاح محارب

ما بين لهذم رمح قد طاعن ... منها وغرب حسام جفن ضارب

أهدابها ريش لأسهم لحظهًا ... وتغابها وتر لقوس الحاجب

أبدى النَّصيف هلال أفق محاجر ... منها وأخفى بدر ليل ذوائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015