قم فاسقني صرف الدِّنان ولا تهب ... صرف الزَّمان فعيشنا لفناء

كأس تروَّح [و] روحها ناريَّة ... والجسم نوريُّ الأديم هوائي

/133 ب/ بالماء طفِّ النَّار لكن نارها ... بالضِّدِّ يذكو جمرها بالماء

أو ما ترى اللَّيل البهيم وقد بدا ... من شهبه في لمَّة شمطاء

والبدر تبديه لعينك هالة ... كالنُّؤي حول الخيمة البيضاء

وقال في غلام ينظر في المرآة: [من الخفيف]

كيف يرضيه أن أموت بدائي ... وحياتي في قربه ودوائي

رشا ماج نعمة مثل مامـ ... رَّ نسيم الصَّبا بجدول ماء

قابلته مرآته فأرتنأ ... بدر تمٍّ يحويه أفق سماء

بات طرفي من خدِّه في صباح ... وغدا من عذاره في مساء

جفنه في الضَّنى وجسمي شريكا ... ن وإن كان داؤه غير دائي

ليس حسن الخروج إن حلَّ يومًا ... في القوافي كقبحه في الغناء

وقال أيضًا: [من السريع]

ناديت وهو الشَّمس في شهرة ... والجسم للخفية كالفيء

يازاهيًا أعرف من مضمر ... صل واهيًا أنكر من شيء

/134 أ/ وقال يصف ميتًا: [من السريع]

لو عاينت عينك لمَّا قضى ... عيسى وجوم المجد من رزئه

لأبصرت بيت بسيط العلا ... قد طوي السَّالم من جزئه

وقوله يصف القناديل وقد أوقدت في المسجد الجامع: [من المديد]

صاح لو أبصرت جامعنا ... والدُّجى زهر غياهبه

لرأيت اللَّيل كيف غدا ... حدثًا شابت ذوائبه

عن بكاء الشَّمع متَّقداً ... ضحكت بشراً جوانبه

قد حللنا منه في أفق ... من قناديل كواكبه

بات منَّا كلُّ ذي أدبً ... ومن الوالدان صاحبه

يجتلي زهراً محاسنًه ... حيث لا واش يراقبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015