يمناه كالبرق أمست سرعة وغدت ... يسراه أثبت تحت التُّرس من جبل

وقال يصف الخمر: [من المديد]

/132 ب/ سقِّني الرَّاح فقد همت داء ... فلقد كانت لروحي دواء

خمرةً لو خامرت ذا صغار ... أخذت في رأسه كبرياء

صيَّرت مجلسنا وهي شمس ... طلعت والشَّرب شهب سماء

فذكت نارًا وطارت شرارًا ... وصفت ماءً ورقَّت هواء

وقال يصف الذهبيَّات: [من المتقارب]

ودوحٍ مررت وصحبي بها ... نطارح ورقاءها في الغناء

ونيأس من وصلك المشتهى ... فيطمعنا فيه حسن الرَّجاء

نعانق أغصانها إذ حكت ... قوامك في هيف واستواء

قباب يبيت بنان الخريف ... يذهبها لقدوم الشتاء

لقد خلت تشرين منها جلا ... علينا عرائس صفر الملاء

كواعب تصفرُّ غب الفراق ... كما أحمرَّ خدُّك غبَّ الحياء

تمايل عجبًا إذا ما رأت ... من النَّهر أشخاصها في مرائي

وتشبه ألواننا صفرة ... وليس بنا وبها فرد داء

/133 أ/ فصفرة أجسامنا من هوى ... وصفرة أوراقها من هواء

وقال أيضًا يصف الثلج: [من الرمل]

ربَّ يوم حليت أطرافه ... لسقوط الثَّلج في بيض الملاء

خلته إذ لاح في اللَّوح لنا ... من خلال الخال يهوي في الهواء

ورقًا من ورث تنثره ... راحة الرَّيح لتفضيص الفضاء

لو ترى الروضة لما راضها ... خصر جمَّد أمواه الإضاء

قلت بسط من حرير أخضر ... مخملات وضعت فيها مرائي

وقال في صفة الخمر والليل والنجوم: [من الكامل]

أسهو فيبديك التَّفكر نائي ... فإخال أنَّك واقف بإزائي

يا شادنًا لعبت بمشيته الصُّبا ... فانهال مثل الرَّملة الوعساء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015