جلوتها منك بخطٍّ غدا ... فيه شفاء الأعين الرمد
فقمت لمَّا أقبلت قائلاً ... لا عدم المهديُّ والمهدي
أمهرتها ودِّي وافرشتها ... صدري بل أوطأتها خدَّي
أعدت علي الهم ويا طالما ... قد كنت استعدي ولا معدي
وسَّرت القلب وقد كان من ... قبل نجيَّ الهمِّ والوجد
تفديك نفسي يا أبا طالب ... من أوحد من عصره فرد
أخلاقك السَّهلة معسولةً ... في هزلكً المهلي وفي الجدَّ
وذكرك الموصول بالحمد ... في حالتي قربك والبعد
دان لك الشَّعر فأزريت بالـ ... ــــنظم علي الحلَّي والكندي
لا غرو أن أفحمتني مثل ما ... أفحمت من قبلي ومن بعدي
كيف أجاريك إلي غايةٍ ... فضلت لا يحصر بالعدَّ
وذلك الشَّخص الثَّقيل الَّذي ... يصحَّف اللَّفظ علي عمد
لم يكن التَّصحيف من شأنه ... وإنَّما الفخر له معدي
/214 ب/ حرَّره بالهجر فقد صار من ... تصحيفه في غاية البرد
وأبق علي الدَّهر تنال المني ... في عيشك المقتبل الرَّغد
وله أيضاً: [من الخفيف]
يا عقيق الدَّين الَّذي نلت بالو ... دَّله في الزمان جاهاً ورفعه
يا صديقاً له الوفاء إذا ما ... خاننا الأصدقاء دين وشرعه
حبَّذا أنت من فتي سهَّل الدَّهـ ... ــــر لنا خلقه وكرم طبعه
وحبانا منه بذي أدب زا ... ن به أصله الكريم وفرعه
وأمتنان في كلِّ حالاته يو ... سع في بذله ويبذل وسعه
قد علًمنا حقيقةً أنَّ مطلو ... بك تقليدنا أياديك خدعه
وأمرنا مسكا تجيد لنا طبـ ... ــــخ الَّذي اخترته وتحكم صنعه
وتهيَّأ فأنقل خطاك إلي عبـ ... ــــــدك إذ تنقضي الصَّلاة بسرعة
لأحيَّي منك المحيَّا الَّذي أجـ ... ـــــــلو علي العين منه أيمن طلعه
يا أبا طالبٍ بقيت علي الأيَّـ ... ــــــام في عزَّةٍ عليها ومنعه