وفى البكاء شفاء النَّفس من قلق ... إذا شفى النَّفس من دمع يحدِّره

يا للبدور من البدر الذى نظرت ... نواظر السِّحر صًّبًا باتً يسحره

متيَّماً ظل يمشى فى ضلالته ... ... بعد الهدى فى هوى من ليس يعذره

يشكو إلى قمر الظلًّماء من قمرٍ ... فؤاده لم يزل باللَّحظ يقمره

سقيم خصرٍ حوى جسمى السَّقام به ... وقد حوى القلب ما يحويه مئزره

وبيَّض العين من عينيه اسودها ... وصفًّر الخدَّ من خدَّيه احمره

فوجهه مثل صبح بتُّ ارقبه ... وشعره مثل ليل بتُّ اسهره

اهوى رضاه ويهوى السٌّخط لى وانا ... فى القرب والبعد ينسانى واذكره

وكًيف يخذل يوماً جيش مصطبرى ... بالصَّدِّ والملك المنصور ينصره

/168 ب/ وناصر الدَّين والدُّنيا فتى عمر ... محَّمد لصروف الدَّهر اذخره

الواهب الملك ملكاً غير مكترثٍ ... ... والغالب الملك القهَّار يقهره

وكًاسر عسكر الإفرنج يوم وغى ... وجابر عسكر الإسلام عسكره

اهل الشِّام إذا ما غاض نهركم ... فكفٌّه ابداً تزداد انهره

وهو الَّذى أى ارضٍ حلَّها فبها ... ايَّامه الغرٌّ اعياد وأشهره

عشنا به بعد موت كان نازلنا ... ... واليوم مكسورنا بالجود يجبره

وصار بعد كساد الشِّعر منه لنا ... سوق وصار على الغالى تخُّيره

من كان قيس ومن قس ومن هرم ... من حاتم الجود من الرُّوع عنتره

دع ذكر من ما رايناهم باعيننا ... هم سماع وهذا اليوم ننظره

وكلٌّ علم جليل فهو يعلمه ... وكلٌّ خبرٍ دقيق فهو يخبره

وكلٌّ من جدًّ فى امر يعانده ... بجدِّه وهو عالىً الجدِّ يعقره

كم جامع جامع فيه الخطيب له ... وكًم سما باسمه المشهور منبره

اضحت حماة به مثل السَّماء سمت ... وسورها لا ارى قصراً مسوِّره

والشَّمس من وجهه للشَّمس تخجلها ... والبدر من وجهه للبدر يبهره

/169 أ/ بحر محيط لمن ناواه مهلكه ... من الأنام ومن صافاه جوهره

ماضى العزيمة لا عزم يقلقله ... صافى السَّريرة لا غش يكدِّره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015