من خطه فو قالخطو ... ط وحظه تحت الحظوظ

[875]

نوح بن أبي الفضل الدمشقي.

كان والده رجلا يهوديا متصرفا في خدمة ميمون القصري، فانعم الله عليه بالإسلام – وكانت ولادة نوح سنة سبع وثمانين وخمسمائة بدمشق، ونشأ وتأدب وخدم في الأعمال الديوانية بحلب، متصرفا للأمراء.

وكان من أسمح الناس أخلاقا، واطيبهم معاشرة، والطفهم حاشية، وأقدرهم على قول الشعر، وأسرعهم في نظمه بديهة، وكان يقول الشعر طبعا، ولم يكن خبيرا بصناعته ومعانيه ومعرفته، ولمحت في أشعاره لحنا واضطرابا، ولم يزل مقيما بحلب إلى أن توفى بها في سنة خمس وثلاثين وستمائة، ودفن بمقابر الخليل إبراهيم – صلوات الله عليه – في تربةمعروفة بناصر الدين أبي بكر بن ميمون القصري – رحمه الله تعالى-.

أنشدني أبو الفوارس جهبل بم محمد بن طاهر بن نصر الله بن جهبل القريظي الكلابي الحلبي بها في رمضان سنة تسع وأربعين وستمائة، قال /89 ب/ أنشدني نوح بن أبي الفضل الدمشقي لنفسه، في غلام كان يهواه – يعتريه الصرع-: [من الطويل]

بنفسي من أضحى من الجن خائفا ... وقد كان من ريب الحوادث في أمن

ألم يكف ما في حبه من مشارك ... من الأنس حتى ازددت قوما من الجن

وما ذاك إلا سلطان حسنه ... دعاهم فلبوا خائفين من السجن

جننت به عمدا وأعديتهم بما ... جننت فأصبحنا شريكين في فنّ

وقال من قصيدة طويلة اولها: [من الكامل]

قدم الربيع ففاح طيبا نشره ... لما تأرج في رياض عطره

ووشت على انهاره ريح الصبا ... سحرا فهمتك بعد ستر ستره غنت

بلابله لرقص غصونه ... طربا وصفق بالتدفّق نهره

فاشرب على زهر الربيع فإنه ... زمن يقوم به لكلّ غدره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015