شبهوها بالبدر والغصن جهلأ ... هي أسنى وجهاً وأحسن قدَّا

علَّ دهري يعيد ما استقرض البيـ ... ـن فشرط القروض أن تستردَّا

ويعود الزمان يجمع شملي ... وأرى في جوانب الحي سعدى

وتريني من قدِّها خوط بانٍ ... ومن الخدِّ جلَّناراً ووردا

وأرى من لحاظها أعين الرِّيـ ... ـم ولكنَّها تصيد الأسدا

ولعمري لقد رشفت زمانًا ... من جنى ريقها سلافًا وشهدا

وقال أيضًا: [من الطويل]

لئن أصبحت عنِّي سليمي غنيَّةً ... ... فإنِّي إليها ما حييت فقير

/6 أ/ وإن قطعت حبلي وصلت حبالها ... وكنت صبوراً والمحب صبور

عسى يعقب الله اصطباري راحةً ... فقد قيل عقبى الصابرين حبور

وقال أيضًا, وقد رحل إلى حمص رسولاً إلى الملك المجاهد أسد الدين أبي الحارث شيركوه بن محمد بن شيركوه بن شاذي صاحبها في العشر الأول من جمادى سنة ثلاث وعشرين وستمائة, يتشوق إلى أخوته وأهل بالس: [من البسيط]

تنمي إليكم صباباتي إذا قربت ... خيامكم ودنت من داركم داري

فلا بعدتم ولا شطَّ المزار بكم ... ولا خلت منكم أبكار أفكاري

أنتم نجوم سما قلبي وشمس ضحًى ... فيه وفي ظلمة الأحشاء أقماري

ثم عاد مرّة ثانية في العشر/6 ب/ الأخيرة من الشهر المذكور، فكتب إليهم أيضًا بهذه الأبيات: [من الوافر]

ترى يقضى لنا من بعد بعد ... بأحبابي لقاء واجتماع

وتجمعنا الدِّيار كما عهدناً ... وأسرار لدينا لا تذاع

ونصبح لا يروِّعنا لبينٍ ... عن الأحباب ما عشنا وداع

وقال أيضًا وقد وصله كتاب ولد أخيه وختنه القاضي شهاب الدين من بالس يطلب منه أن يعمل له على وزن هذا البيت الذي من الثلاثة الأبيات التي أنفذها إليهم من حمص:

أنتم نجوم سما قلبي وشمس ضحًى ... فيه وفي ظلم الأحشاء أقماري

فعمل هذه الأبيات: [من البسيط]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015