ومما نقلته من خطّ يده، قوله في الغزل: [من الطويل]
ومعتدل كالغصن قد غادر الورى ... على خطر من قدِّه حين يخطر
إذا مارنت منه اللَّواحظ وانثنى ... حمى حسنة عنَّا حسامٌ وأسمر
وإن صال يبغي نصرةً فغضنفرٌ ... كما أنَّه إن نصَّ جيدًا فجؤذر
وإن حلَّ في أرض ومرَّت بها الصَّبا ... تنفَّس فيها عن بر الأرض عنبر
وإن فاه بعض العاشقين بذكره ... تضوَّع مسكٌ بالَّذي فاه أذفر
ومن بك هذا طيب ذكراه غائبًا ... فكيف يكون ذكره حين يحضر
من الُّرك مسكىُّ السَّوالف ليِّن الـ ... ـــــــــمعاطف معسول المراشف أحور
تطيب برؤياه النُّفوس وإنَّما ... بأنفاس ريَّاه الجيوب تعطَّر
/211 ب/ وليلة وافى والدُّجى مثل شعره ... وطلعته فيها كم الصُّبح تزهر
فقلت: وفيت الآن وعدم في الهوى ... فقال: ومثلي في الهوى كيف يعذر
إليك قطعت البيد من رمل حاجر ... أخوض الدُّجى إذ بالقنا الخيل تعثر
فبتُّ ولي من ورد خدَّيه موردٌ ... ومن صدره أفديه بالنَّفس مصدر
ولي من سجاياه الشَّهَّية جنَّةٌ ... لها من ثناياه البهَّية كوثر
وقلت له [لا] زلت مستعذب الجنا ... ولا برحت أسد الشَّرى منك تحذر
ويفديك منِّي في هواك تصبُّري .. وإن كان ما لي في هواك تصبُّر
وقال أيضًا: [من الطويل]
وطلق المحيَّا لا يرام وإنَّما ... هو الشَّمس لكن دارة البدر داره
قريبٌ مدًى مرضاه سهلٌ خداعه ... بعيد ... مرآة صعبٌ مزاره
نفورٌ ولم تظفر حبائل حبِّه ... بحبَّة قلب الصَّب لولا نفاره
تعلقته ما طعم محبِّه فيضحى ... وتقريب المحبِّ شعاره
وقلت: إذا خطَّ سلوته ... فزاد هيامي حين خطًّ عذاره
وقال أيضًا: [من الطويل]
تعلَّقته ما اشتاقه رمل عالج ... غرامًا وما ضمَّنته سلعٌ وحاجر
/212 أ/ حرمت الرِّضا إن كنت منذ ألفته ... تأملته أوراءه لي ناظر