وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الخفيف]

/2010 ب/ وتقنطر به فديناك يا بغـ ... ـــــــل إلى السَّهل من أعالي الحزون

وإذا ما نجا ولا سلَّم اللـ ... ـــــــــــه فإيَّاه يا كلاب الجون

وأنشدني لنفسه في السيف والقلم: [من البسيط]

إنَّ المقادير لا ترتدُّ حكمتها ... وقد تساوت في أحكامها الأمم

إذا رأيت سيوف الهند قاطعًة ... ما ذاك إلَّا قد خطَّة القلم

[839]

محمد بن عمر بن حافظ بن خليفة، يكنّى أبا عبد الله السَّعديُّ، الفقيه الحنفيُّ المدرس المعروف بابن العقّادة.

من أهل حماة.

نزل والده حلب واستوطنها، إلى أن توفي بها. وكان فقيهًا حنفيًا، تولّى بها تدريس المدرسة التي بظاهر المدينة، ولمّا مات قاتم ولده هذا مقامه في التدريس، وفوّض إليه ما كان إلى والده.

وكان أبو عبد الله؛ شابًا أشقر، ربعة من الرجال، ذكيًا فاضلًا، عنده بشر وسكون، جيّد المعرفة بعلم النحو والعربية والأدب وقول الشعر الحسن. ويكتب خطًا في غاية الجودة، وكان فقيهلااً، مجوّداً مناظرًا، اجتمعت به غير مرة، وحضرت معه بحلب، واقتضيته شيئًا من شعره؛ /211 أ/ فكان يعدني ويجيبني إلى ذلك، ولم يتفق إنشاد شيء من أشعاره، ثمّ مرض في أثناء ذلك، وتوفي يوم المجمعة سابع عشر جمادي الأولى سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ودفن قريبًا من مشهد الخضر، بمقام إبراهيم الخليل- عليه السلام- قبلي المدينة ظاهرها- رحمة الله تعالى-.

وأخبرني أنَّه ولد في سنة اثنتين وستمائة، وبعد موته صار إلىَّ كراسة من شعره، تتضمن غزلًا ومدحًا، وغير ذلك وهي بخطه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015