واصلتهم فقطعتهم وعرفتهم ... فحجبتهم عنِّي ومثلي يكتم

مال الزُّهد والتَّسبيح فقرٌ خالصٌ ... كلاَّ ولا عريٌ كأنَّك محرم

ما الفقر قول لا ولا هو صورةٌ ... بل ذاك أعلى أن يحدَّ وأعظم

سرٌّ أرقُّ من النَّسيم لطاقةً ... حرفٌ على كلَّ البريَّة يعجم

كم عابد متقشِّف ومسهَّدٍ ... وهم الأجانب ما إليه تقدَّموا

وأنشدني لنفسه في ذم الهوى: [من الطويل]

أرى الحبَّ لا يحلو مذاقاً ولا يجدي ... وغير العنا للواله الصَّبِّ لا يبدي

ألا لا راعى الله الهوى ولكم هوًى ... بصبٍّ صحيح الودِّ متَّصل العهد

وناصر دين الحدبِّ بالمدح إنَّه ... ليهذي ولا يهدي إلى سبل الرُّشد

أمن بات مفتونًا وأصبح والهًا ... وعاش حزينًا في الرَّخاء عن الجهد

فيا مادحًا عيش المجِّبين إنًّما ... تغرُّ وإلِّا ذقة تظفر بما يردي

فليت الهوى لم تجر في فيه سنَّةٌ ... فلم أجن غير الضُّر والصِّ والكدِّ

أبيت على جمر الغضا متقلقلًا ... وأصبح من نار الصَّبابه في وقد

فمن نوحي الورقاء أبدت ناحيًة ... ومن زفراتي أودع النَّار في الزَّند

/194 ب/ ولكنَّ ذا معنى وذلك صورةٌ ... فمن أجل ذا يخفي وشاهده عندي

حنينٌ أنينٌ حرقةٌ زفرةٌ جوًى ... غرامٌ شجونٌ زاد عن غاية الحدِّ

فأخبار وصل الحبِّ لا أعلم لي بها ... وإقراء صحف الهجر بالشَّدِّ والمدِّ

ولا ذنب للمحبوب في ذاك كلِّه ... بل الحكم للأقدار تجري علي عمد

تذلُّ عزيزاً تأنف الذُّل نفسه ... وتترك حرَّ القوم يخضع كالعبد

ألا فرجٌ يرجى، ألا سلوةٌ ترى ... إلى كم كذا مالي وللهجر والصَّدًّ

ومما قاله أيضًا: [من الخفيف]

عفِّر الخدَّ بالتُّراب ذليلًا ... إن ترد للوصال حقّاً وصولا

واله باللَّهو عن ملاهي أناس ... نبذوا العهد واستحبُّوا البديلا

وتجاف الجفا لخلِّ التَّخلِّي ... عن سوى ساحة الغرام مقيلا

واشرب الكأس من يدي من يعاطيـ ... ـــــــك سلافًا – تنزهان تحولا

مَّ خذها صرفًا بغير مزاجٍ ... واقبل النُّضح قد وجدت الدَّليلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015