فهل تشتري منَّي بما هو ذاهبٌ ... ثناءً ومدحًا فيك يبقى على الدَّهر
فيقبح بي أن أرتجى من سواكم ... نوالاً وأن يعزى إلى غيركم شكري
وله: [من الطويل]
لسان غرامي في هواك المهذَّب ... وتنبيه وجدي ماله عنك مذهب
وجلَّاب أشواقي إليك صبابتي ... ونافع صبري ليس لي عنه مذهب
أمالك رقِّي ما لأحمد سلوتي ... على زهده في مثل حسنك يرغب
أبى خدُّه أن لا يرى وهو شافعي ... وقال إلى النُّعمى أعزًّى وأنسب
وناظرني في صيغة الحبِّ والهوى ... وكم مرَّة نازعت فيها وأغلب
أسائله يا مقتفي نص هجره ... فيسهب من ذكر القياس ويطنب
ويوضح وجه الصَّدِّ منه بفرقة ... فيعطفني إعراضه والتَّحنُّب
حبِّي له وصبابتي هما نتجاً ... أن ليس لي عنه مهرب
وحاوي فضول الشَّوق ليس بحاذق ... وإلَّا فمنها كيف لا يتطيَّب
/174 أ/ أعلِّل قلبي في هواه بعلَّما ... وليت وقلبي في هواه المعذَّب
ألم يك مبنيًا على الكسر جفنه ... فما بال أمسي وهو بالسِّحر معرب
وقائلة لمًّا رأتني لمًّا رأتني خاملًا ... وروض ربيع الحظَّ مَّني مجدب
تنبَّه تفز من فضلك الجمَّ بالغني ... فأنت لإدراك الغني تتطلبَّ
وإن قلت كنز الجود عزّ فباطلٌ ... وكنز رفيع الدَّين للنَّاس ....
[815]
محمد بن أبي الحسن بن هبة الله بن عمر بن أبي بكر، الشيخ أبو عبد الله الراكبدار الواسطي والدًا وأصلًا، البغًدادي داراً ومنشأ.
كانت ولادته ببغداد في المحرم سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. كذا ذكر لي لما سألته عنه.