فدونك معنٌ في السَّماح وحاتمٌ ... ومن دون شعري جرولٌ والفرزدق
/172 أ/ صورة ما كتب الشيخ علم الدين السخاوي، يمدح هذه القصيدة:
[من الطويل]
وقفت على هذا الفريض الَّذي له ... ضياءٌ وأنوارٌ وحسنٌ ورونق
تضمَّن أوصافًا بها كلُّ سامع ... إذا ما تلاها شاهدٌ ومصدِّق
وأبرز أنواعا من الدُّر بحرها ... أن لا يجيد النظم من در مغرق
ولا عجبٌ ممَّا جرى من جواهر ... ففي التَّاج أنوار الفرائد تشرق
له قصبات السَّبق في كلِّ وجهة ... فمن ذا يجاري سابقًا ليس يلحق
يقول علي بن محمد السخاوي: "إنني تدبرت هذا النظم البديع، والبحر الوسيع، فرأيته مالكًا لعنان البلاغة والإحسان وافيًا بصناعة الشعر في الإجادة والإتقان، مع عذوبة ألفاظه، وسهولة مسالكه ... والرقة لمن يهجن المعاني بأغلاطه، فكم فيه من درة حسنها مع جسمها، وضعها في موضعها، ومن مطربة تثني على منشدها ومسمعها، وما هي إلا ساعدة من نظم فيه، نسأله الله حفظه فيما /172 ب/ يأتيه". وكتب علي بن محمد السخاوي؛ متشرفًا بهذه الفوائد، ومبتهجًا برؤية هذه الفرائد، إن شاء الله تعالى، وذلك في ثالث عشر شهر الله الأصم سنة تسع وثلاثين وستمائة.
وله في قاضي القضاة رفيع الدين حامد بن العزيز بن عبد الواحد بن [عبد] الحميد: [من الطويل]
أمثلي في أرض الشَّام يضيع ... ولي فيك مدحٌ كالعبير يضوع
وحسن معان راق للنَّاس حسنها ... ولفظٌ هو السِّحر الحلال بديع
لمن أتصدَّى غير مجدك مادحًا ... وأنت فمغرًى بالسَّماح ولوع
ومن ذا الَّذي أدعو سواك من الورى ... وأنت مجيبٌ للدعاء سميع
أما وأحاديث السَّماح الَّتي غدت ... غرائبها عن راحتيك تشيع
لأنت الَّذي ما زلت تولي عوارفًا ... بها عمرت للمكر مات ربوع
وصلت بكفٍ ظلّ ... إلى النَّدى ... وصلت للضَّلال يريع