تاريخه يأتي إليـ ... ــته يسرُّ في الصِّدق الرِّجال
/159 أ/ ..... أخَّرنه فكأنَّه ... في وجنة الأيَّام خال
[810]
محمَّد بن عبد الوهاب بن محمَّد بن ظاهر بن حمزة، أبو بكر بن أبي محمَّد القرشيُّ، المعروف بابن البراذعيِّ.
نجم الكتّاب، من أهل دمشق، وأبناء أماثلها في الفضل والكتابة.
رأيته بحلب، في سنة إحدى وأربعين وستمائة، أخبرني أنه ولد بدمشق في سنة ستٍّ وسبعين وخمسمائة؛ شيخ أزرق العينين، نقي الشيبة، قد أصابه داء الفالج، فتلجلج لسانه، وثقل. يتعاطى مذهب الحريري – صاحب المقامات – في أقواله، يكتب خطًا حسنًا، وينشئ نظمًا ونثرًا، لم يكن على ذلك طلاوة، ويظهر عليه تكلّف.
لازم الشيخ أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، مدة طويلة، وقرأ عليه شيئًا من الأدب، وصحب أبا المحاسن محمد بن نصر بن عنين الشاعر، وروى عنه معظم أشعاره.
أنشدني لنفسه بحلب المحروسة يوم الخميس السادس من شهر شوال سنة إحدى وأربعين وستمائة يقتضي وعدًا: [من الكامل]
سرَّ الحسود بما جرى وبما بدا ... من وعد مولانا الوزير بنفعه
/159 ب/ قد نال هذا بالسَّماع فهل أرى ... في عينه ما قد جرى ف سمعه
وأنشدني أيضًا، وقد رأى في منامه، وهو ينشد بيتًا، فعمل أبياتًا، والبيت المذكور آخر الآبيات: [من البسيط]
لم ينتفع عالم يومًا بحكمته ... إن لم يقدِّم عليها حسن نيَّته
ويترك العرض الفاني ويرفضه ... ويطلب الجوهر الباقي بأوبته
وما انتفاع أخي الدّنيا بزخرفها ... إذا ثوى في الثَّرى يومًا بوحدته
إنِّي امرؤ لست أبغى في الزَّمان سوى ... عفو الإله وأن يجري .....