وأميلت رقاب شانيك بالفعـ ... ـل خلا من حروف الاستعلاء

لأمدَّن في مديحك صوتي ... مثل مدِّ الكوفيِّ في هؤلاء

وأنشدني أيضًا لنفسه من قصيدة: [من الكامل]

ما ضر من بر ... عليها هتن ... لو أنها جادت لصبٍّ .....

علقت شرار الحبِّ في أحشائها ... وتضرَّمت مثل اضطرام جهنَّم

وافلته المأسور وازفراته ... ما في الرِّفاق مساعد لمتيَّم

وأنشدني أيضًا لنفسه، يخاطب بها بعض من كان يتردد إليه، ويستفيد عليه بشيء من الأدب: [من الطويل]

أبا القاسم اذكر عهدنا واستعن بنا ... تجدنا ولا تحلل عهود المواثق

وكن عالمًا أنَّ اللَّذاذة تنقضي ... ورَّبك بالمرصاد من كلِّ ناطق

[809]

محمَّد بن عمر بن الحسين بن محمَّد بن منصور البغدادي الفارقي.

من أهل ميَّا فارقين ولادًة /157 أ/ ومنشأ.

أخبرني أنه ولد سنة إحدى وستمائة.

وهو شاب له طبع موات في نظم الشعر، وقريحة جيدة في استنباط المعاني.

أنشدني لنفسه في سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وذلك حين افتتح المسلمون قلعة بالروم، وليلة فتحها احترقت بأجمعها، فتطيّر رب الدولة من ذلك، فقال: "والقلعة هي زينجا ببلد دايت": [من البسيط]

لا تحسب القلعة الميمون طائرها ... خربتها يا أبا الهيجاء من عار

لكنَّها أشركت بالله مذ .... ... فطهَّر الله ذاك الشِّرك بالنَّار

وله: [من الطويل]

فواعجبًا إنِّي ظللت بصدغه ... على قرَّة من جفنه وهو مرسل

وأعجب من ذا أنَّ بي منه عارضًا ... أصبت به والصدغ منه مسلسل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015