فالقدُّ غصن، واللَّواحظ نرجس ... والخدُّ ورد، والعذار بنفسج
[808]
محمَّد بن محمَّد بن حنين بن عمر بن أبي سعيد العربيُّ، البصريُّ المولد، الواسطي المنشأ، النحويُّ.
أخبرني أنَّه ولد في سنة إثنتين وستمائة.
شاب ألحى، ربع القامة، ذو فنون من العلم والأدب، حفظ القرآن المجيد، /156 أ/ وتفقه على مذهب الشافعي، وأخذ علم النحو عن أبي الفتح محمد بن أبي الفتح الواسطي، وأبي الحسن علي بن عدلان بن علي النحوي الموصلي، بمدينة السلام، وغيرها وعلى خاطره من النكت الأدبية، وعنده كيس ولطافة، ودماثة أخلاق.
ولمّا انحدرت صحبة الأمير الكبير العادل ركن الدين، إلى بلد البطائح، واستقر بها المقام، أبلغ أنَّ بواسط رجلاً فاضلاً، وأنَّه قد انحدر إلى قرية تدعى: "بأم عبيدة"؛ فأرسل في استدعائه، فأقبل إليه، فرآه كاملاً في كل فضل، فندبه على تأديب ولده الأمير شهاب الدين أبي الفضل عيسى – بلّغه الله تعالى فيه ما يتمناه – وقررّ له جامكية، ورتب له جاريًا يكفيه ويفضل عنه، في رأس كل شهر، وأصعد صحبته إلى مدينة السلام، وقربه وأدناه، وأنعم عليه.
أنشدني لنفسه، ليلة الجمعة الثانية عشر [ة] من شعبان، ببلد البطائح من الأعمال الواسطية، سنة تسع وثلاثين وستمائة، من قصيدة منها: [من الخفيف]
دمت ما دامت الفواعل أسما ... ًء صراحًا واشتدَّ جرس الطَّاء
وتمكَّنت ما تمكَّنت الألـ ... ـفاظ حال الإعراب لا في البناء
. ما ارتفع الفا ... عل أو ضمَّ خالد في النِّداء
/156 ب/ ثمَّ لازلت في دسوتك منصو ... بًا كزيد في حالة الإغراء