سمع الحديث النبوي كثيرًا؛ بحلب، ودمشق، ومصر، وبغداد. وهو من بيت مذكور بحلب معروف، وهو عدل من عدولها وقبره بها، وتولى عدّة أعمال منها؛ خزن مال الأيتام والنظر فيه، وغير ذلك، وأفادني كثيرًا من رواياته.

رأيته شيخًا حسنًا صحيح الرواية، جيّد المعرفة، أنشدني لنفسه يوم الجمعة ثالث جمادى الآخرة /154 ب/ بحلب المحروسة، بجامعها سنة خمس وثلاثين وستمائة، قال: أنشدنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بن شداد – رضي الله عنه – قال: أنشدني القاضي الفاضل لبعضهم على صعد: [من مجزوء الرمل]

قلت للزلمة جودي ... لا تمرِّي بلهاتي

وبخفي خلِّ حلقي ... فهو دهليز حياتي

وأنشدني لنفسه: [من الطويل]

نظرت إلى الدُّنيا الغرور بعَّزة ... وغفلة مشغول بها يتجاهل

وكيف أرى دارًا لذيذ نعيمها ... وأطمع أن أحظى به غير زائل

وضيعت دارًا للخلود معدَّةً ... بلذَّات دار أكملت للرذائل

ولمَّا رأيت الأقدمين تقدَّموا ... ولم يحصوا إلاَّ على غير طائل

رجعت إلى النَّفس اللَّجوج ألومها ... وقلت لقد ضيَّعت حقًّا بباطل

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الرمل]

كم عدٍّو لي من ظهري وكم ... من حميم لم تلده لي أمِّي

وكذا الخال وبال قاله ... قبل هذا كلُّ ذي فهم وعلم

فاحذر الأخوة والإبن وكن ... من بني الأعمام في همٍّ وغم

/155 أ/ وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]

إنَّ حمَّامنا الحمام لمن را ... م نعيمًا من غير ضرٍّ وبؤس

هي مثل الموت المنغِّص للَّذا ... ت بين بردٍ ويبس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015