إذا ما انتضى للخطب يقظان عزمه ... غدت عزمات الدَّهر وهي نوائم
ففي الحرب للأعداء بالقهر قاصم ... وفي السِّلم للأموال بالرِّفق قاسم
لكلِّ بيوت الله بالعلم عامر ... وكلِّ بيوت الشِّرك والجهل هادم
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]
هلاَّ عليك كما كلفت جميلا ... إن تولي الصَّبَّ المشوق جميلا
يا واصلي بالهجر إنَّك قاتلي ... هلاَّ بوصلك أن يكون وصولا
أيحلُّ قتل الصَّبِّ في شرع الهوى ... لا والَّذي قد أنزل التَّنزيلا
حزني من الجفن العليل فإنَّه ... قد صيَّر الجسم الصَّحيح عليلا
يا مالكًا رقَّ الأنام بحسنه ... ما بال طرفك للعبيد قتولا
أو ما ترقُّ لمدنف ومتيَّم ... أضحى بحبِّك هائمًا مخبولا
أضناه طول الشَّوق حتَّى إنَّه ... ما إن يبين لمبصريه نحولا
ألف السُّهاد مع الضَّنى فجفونه ... ما إن تذوق من المنام قليلا
/154 أ/ يرعى النجوم إلى الصَّباح وينثني ... حتَّى المساء بذكركم مشغولا
فوحقِّ حسنك والصَّبابة إنَّني ... ما خفت موتي بالهوى مقتولا
لكن أخاف عليك إن أتلفتني ... إذ كان شخصك في الفؤاد نزيلا
هذا دمي لك يا ظلوم أبحته ... أو ما تخاف لدى الحساب جليلا
أقسمت أنَّك في جمالك واحد ... ما إن أرى لك في الملاح مثيلا
[806]
محمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الواحد بن يوسف ابن النصيبيِّ، العدل الأمين، أبو عبد الله بن أبي المعالي.
أخبرني أنه ولد ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.