ألا يا نسيم الرِّيح بلِّغ مها نجد ... بأنِّي على ما يعلمون من العهد
/147 ب/ وقل لفتاة الحيِّ موعدنا الحمى ... غديَّة يوم السَّبت عند ربي نجد
على الرَّبوة الحمراء من جانب الضُّوى ... وعن أيمن الأفلاج والعلم الفرد
فإن كان حقًّا ما تقول وعندها ... إلىَّ من الشَّوق المبرِّح ما عندي
إليها ففي حرِّ الظهَّيرة نلتقي ... بخيمتها سرًّا على أصدق الوعد
فتلقي ونلقي ما نلاقي من الهوى ... ومن شدَّة البلوى ومن ألم الوجد
أأضغاث أحلام أبشرى منامة ... أنطق زمان كان في نطقه سعدي
لعلَّ الَّذي ساق الأماني يسوقها ... عيانًا فيهدى روضها لي جنى الورد
وقال وأنشدنيه: [من الطويل]
ألا هل إلى الزُّهر الحسان سبيل ... وهل لي على آثارهنَّ دليل
وهل لي بخيمات اللِّوى من معرَّس ... وهل لي إلى ظلِّ الأثيل مقيل
فقال لسان الحال يخبر أنّها ... تقول تمنَّ ما إليه سبيل
ودادي صحيح فيك يا غاية المنى ... وقلبي من ذاك الصَّحيح عليل
تعاليت من بدر على القلب طالع ... وليس له بعد الطُّلوع أفول
فديتك يا من عزَّ حسنًا ونخوًة ... فليس له بين الحسان عديل
فروضك مطلول ووردك يانع ... وحسنك معشوق عليه قبول
/148 أ/ وزهرك بسَّام وغصنك ناعم ... تميل له الأرواح حيث يميل
وظرفك فتَّان وطرفك صارم ... به فارس البلوى عليَّ يصول
وقال وأنشدنيه: [من المتقارب]
لظبية ظبى صارم ... تجرِّد من طرفها السَّاحر
وفي عرفات عرفت الَّذي ... تريد فكم أك بالصَّابر
وليلة جمع جمعنا بها ... كما جاء في المثل السَّائر
يمين الفتاة يمين فلا ... تكن تطمئنُّ إلى غادر