إذ كان برقي من بروق مباسم ... واليوم برقي لمع هذا اليرمع

فاعتب زمانًا مالنا من حيلًة ... في دفعه ما ذنب منزل لعلع

فعذرتها لمَّا سمعت جوابها ... تشكو كما أشكو بقلب موجع

وسألتها لمَّا رأيت ربوعها ... مسرى الرِّياح الذَّاريات الأربعاء

هل أخبرتك رياحهم بمقيلهم؟ ... قالت: نعم، قالوا: بذات الأجرع

حيث الخيام البيض تشرق للَّذي ... تحويه من تلك الشُّموس الطُّلَّع

وأنشدني لنفسه أيضًا: [من مجزوء الرجز]

بين النَّقا ولعلع ... ظباء ذات الأجرع

ترعى بها في خمر ... خمائلاً وترتعي

ما طلعت أهلَّةً ... بأفق ذاك المطلع

إلاَّ وددت أنَّها ... من حذر لم تطلع

/145 أ/ ولا بدت لامعًة ... من برق ذاك اليرمع

إلاَّ اشتهيت أنَّها ... لما بنا لم تلمع

يا دمعتي وانسكبي ... يا مقلتي لا تقلعي

وأنت يا حادي أتَّئد ... فالنَّار بين أضلعي

قد فنيت ممَّا جرى ... خوف الفراق أدمعي

فارحل إلى وادي اللِّوى ... مربعهم ومصرعي

إنَّ به أحبَّتي ... عند مياه الأجرع

ونادهم: من لفتًى ... ذي لوعة مودِّع

رمت به أشجانه ... بهماء رسم بلقع

يا قمرًا تحت دجى ... خذ منه شيئًا ودع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015