[787]
محمد بن الحسين بن أبي بكر بن الحسين بن أحمد، أبو الحسين الشروبيُّ النتاج الموصليُّ.
المعروف بشاعر الصحابة؛ لأنه استفرغ معظم أشعاره في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت ولادته في سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
وهو شاعر أميّ لم يعرف الخط /113 ب/ ولا القراءة، وله شعر كثير في الصحابة وأهل البيت – صلوات الله عليهم وسلامه – يقوله بصحة طبعه، وسلامة غريزته، وأنشأ مقامةً سمّاها: "روضة المناظل ورياضة الخاطر"، أودعها نكتاً لطفية، وملحاً طريقة.
أنشدني لنفسه، يمدح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم أجمعين -: [من الكامل]
يا دمنتين لرزينب ورباب ... أسقيتما صاباً فؤادي الصَّابي
كم لي أبثُّ الوجد في ظليكما ... فعساكم أن تأذنا بجوابي
أنكرتما حالي وقد عاينتما ... منِّي المشيب مبرقعاً بخضاب
هيهات بالتعليل تبرأ علَّتي ... ويعود لي زمن الصِّبا بتصابي
نزلا بقلبي المفجعان كلاهما ... فقد الشباب وفرقة الأحباب
يا صاحبي إن لم تكن عونا على ... حكم الهوى ما أنت من أصحابي
ذرني وما ضمَّت عليه جوانحي ... وترائبي إن كنت من أترابي
كم ذا تجرِّعني الملام أما كفى ... ما احمرَّ من ماء الجفون شرابي
طالت ليالي الهجر بعد فراقهم ... فكأنَّما أضحين كالأحقاب
وترى الخيال وقال عند رحيلهم ... قولاً أنست به الغداة عتابي
/114 أ/ أسقيك من ماء الجفون لعلَّة ... تبديه من فرحٍ ليوم غياب
من كل فاتنة بطرف فاترٍ ... قتلت بسيف اللحظ في الأعراب
قطعوا القفار فأقفرت من بعدهم ... من الدِّيار وقطِّعت أنيابي