وترنَّمت عجم الطُّيور فأفصحت ... بغرائب الألحان في الأغصان

والظل ينثر درَّه في دوحها ... فبكل فرعٍ منه عقد جمان

فحدائق الأزهار من نوَّارها ... قد أحدقت بغرائب الألوان

من أخضر خضل وأصفر فاقعٍ ... في أبيض يقق وأحمر قاني

والنَّرجس الغضُّ المضعَّف ناظرٌ ... نحو البنفسج لطيره الولهان

والجدول الموَّار يرعد خيفةً ... مذ سلَّ فيه البرق عضب يماني

/112 أ/ خفَّت حواشيه بوشي جواهر الـ ... ـمنثور في قطع [من] الريحان

وله: [من الكامل]

هل للمتيَّم والمطيُّ تساق ... من راحم أم للقاء وفاق؟

ظعن الفريق فما البقاء بنافعٍ ... من بعدهم ..... براه فراق

سفحت نجيعاً من جفوني إذ سروا ... في سفح رامة دمعها الآماق

لما استقل بها الحداة تنصُّها ... أودى بها الوخدان والإعناق

عرض الوجيف لحومها بمدى السُّرى ... فدماؤها بيد الذَّميل تراق

فكأنَّما الأرسان من جذب البرى ... مخبوءةٌ في مثلها الأعناق

فغدت تميل من الكلال نحافةً ... إذ حمِّلت ما لا يكاد يطاق

وبأيمن العلم المطلِّ على الحمى ... رشأله حبُّ القلوب نطاق

كالبدر إلا أنه في تمِّه ... لا يعتريه لدى الكمال محاق

بهر الدجى فرعاً وأزرى بالضحى ... من نور بهجة وجهه إشراق

حاز القلوب له الجمال فما لها ... من أسره طول المدى إطلاق

وله: [من الطويل]

أراق دمي بين الرُّبى والمعالم ... تذَّكر أيَّام مضت كالمواسم

/112 ب/ تقضَّت حميدات بصحبة معشر ... شذا ذكرهم بين الورى كاللَّطائم

أسكان نجدٍ إن مضناكم غداً ... بكم مفرداً ما إن له من مساهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015