فلا صاحب صاحبٌ حافظٌ للعهود ... ولا من يقال لديه العثار
وكلب تعرَّض لي نابحاً ... وإنَّ دواء الكلاب الحجار
طغى أن صبرت على شرِّه ... وصبري هوانٌ به واحتقار
/100 أ/ ولو كان ذا شهرة في الورى ... لعاجله من يديَّ البوار
هممت به ثم الفيته ... حقيراً ففاء إليَّ الوقار
متى ما يجازي الشَّريف الوضيع ... في الأمر حاكى النِّجار النِّجار
على أنني من أناس هم ... لدى السِّلم ماءٌ وفي الحرب نار
فيا ابن اللئيمة ما قدر ما ... يغالب عصف الرِّياح الغبار
فهل أنت إلا الصُّدير الذي له العار في واسط الشَّنار
خدمت المغنِّين حتى كبرت ... وكان شعارك بئس الشعار
وها أنت ذو أبنة لا يزال ... يكون بها حيث كنت الفجار
وهل كنت في جمع قوم ولا ... يكون الجراب عليهم يدار
فصار نصيبك مما يدقُّ ... فذلك من غير خمر خمار
عجبت لع مري لتفضيل قومٍ ... مقامك فيهم على القوم عار
قمرت بإفكك البهائم ... وداؤك منذ نشأت القمار
فظنوا بينهم صالحاً ... وأنت حليف المخازي قدار
ونلت بجهلك في بلدة تساوى الرَّصاص بها والنَّضار
إلى أن دعيت بنحويِّهاً ... وأولى بذا الاسم منك الحمار
/100 ب/ وقال فيه أيضاً يهجوه: [من البسيط]
حوى الَّلآمة ثوبٌ أنت لابسه ... وباء بالعار مخلوقٌ تجالسه
صدير أنت الذي لو قيس من شبه ... لما تعدَّى حماراً من يقايسه
سمع القفا لا يردُّ السَّائلين وإن ... يركب على الأير يوماً فهو فارسه
يذل جبناً فإن ... من درِّه ذل عنه من يمارسه
ما إن يلام على فحشاء يفعلها ... بطيب فرعٍ إذا طابت مغارسه