مرض انصبّ علين، من إسهال وحمى، وعولج ولم يزل يعالجه الأطباء، وأحواله تتناقص، إلى أن توفي يوم الأحد الثالث والعشرين من التاريخ، في الشهر المذكور. ودفن يوم الاثنين قبلي البلد بالمقابر المعروفة بالمقام – رحمه الله تعالى-.
لقد كان شاباً كيّساً ساكناً، ومما أنشدني لنفسه: [من الطويل]
أما واشتياقي عند خطرة ذكركم ... وذا قسمٌ لو تعلمون عظيم
لأنتم وإن عذبتموني بهجركم ... على كل حال جنَّةٌ ونعيم
سلمتم من الوجد الذي بي عليكم ... ومن مهجة فيها أسىً وكلوم
ولا ذقتم ما ذقت منكم فلي بكم ... رسيس غرامٍ مقعدٌ ومقيم
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
أقدُّك هذا أم هو الغصن الرَّطب ... وطرفك هذا أم هو الصَّارم العضب
أيا بدر تم فيك للعين نزهةٌ ... وللقلب تعذيبٌ ولكنَّه عذب
خف الله في قتل الكئيب وعده ... بالوصال عسى نارٌ بمهجته تخبو
ولا تجهلن ما بي وإن تك جاهلاً ... سقاني به الجوزاء والأنجم الشُّهب
وأنشدني أيضاً من شعره: [من المنسرح]
/95 ب/ بورد خدَّيك إنه قسم ... صلني فقد شفَّ جسمي السَّقم
يا صنما ضلَّ فيه عابده ... كم من دم قد أرقت يا صنم
منحتني بالخيال مختلساً ... يا ليت عمري بأسره حلم
لله من غادر محاسنه ... شتى من العاشقين تنتقم
يقول قومٌ كأنَّه غصنٌ ... من أين للغصن ريقه الشَّبم
أفديه نشوان فوق وجنته ... نورٌ ونارٌ في القلب تضطرم
يا لائمي فيه خلِّ ويحك عن ... عذلي فلومي في حبِّه ألم