من كفِّ معتدل القوام ... بوجهه ماء النَّعيم
مثل الصباح جبينه ... والفرع كالليل البهيم
برعت ماحسنه فليـ ... ـس تحدُّ بالشِّعر النَّظم
/94 ب/ والرَّوض يكسره النَّدى ... ويفيقه مر النسيم
والزَّهر يضحك شامتاً ... لبكاء أجفان الغيوم
[776]
محمد بن قرطايا بن عبد الله، أبو العباس بن أبي الوفاء الإربليُّ.
كانت ولادته في شهر رمضان، سنة ستٍّ وستمائة.
وقد تقدم شعر أخيه.
وهو أمير ذو منظر ورواء وجمال رائع وبهاء. ولم يزل يتولع بصناعة القريض، ويصرف همّته إلى إنشائه، حتى صدر عن خاطره ما استحسن معناه، واستجلى مغزاه.
لقيته بإربل، وكان يومئذ في خدمة سلطانها مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين – رحمه الله تعالى– فلما مات مظفر الدين، سافر أبو العباس إلى حلب، وخدم مليكها الملك العزيز غياث الدين محمد بن غازي – رحمه الله تعالى – وتقدم لديه، ونادمه وأنعم عليه إنعاماً وافراً، فحينئذ توفي الملك، أقرّ على ما هو عليه.
اجتمعت به بحلب بمنزلة بالحاضر السليماني في سنة أربع وثلاثين وستمائة، وترددت إليه ثلاث مرات، فآخر مرة كنت عنده جالساً؛ وذلك يوم الاثنين في رجب سابع عشر. فتشكى من كسل اعترضه، وثقل في جسمه، فأشاروا عليه بالفصد، ففصد من ساعته، ونهضت من عنده، ودعوت به بالسلامة، فأعقب ذلك الفصد /95 أ/