وأنشدني، قال: أنشدني من شعره: [من الخفيف]
أنكرتني لمَّا علا الشَّيب فودي ... وضننت حتَّى بطيف المنام
ليس شيبي من طول عمري ولكن ... شيَّبتني وقائع الأيَّام
/ 252 أ/ وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]
ولقد مررت على الدِّيار مسائلًا ... عن جيزةٍ كانوا بها مستخبرا
فأجابني الرَّسم المحيل بها حدا ... حادي المنون بهم وقد سكنوا الثَّرى
هذي قبورهم وتلك قصورهم ... فانظر وقف بفنائها مستعبرا
والله ما نعمت حياتي بعدهم ... كلَّا ولا التذَّت جفوني بالكرى
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]
هل بعد ما شاب العذار يرى ... في اللَّهو لي إن عدت من عذر؟
ما كان ذا حدَّ المشيب، بلى: ... هذا غبار وقائع الدَّهر!
غادرتني غرضًا لأسهمها ... ورميتني من حيث لا أدري
وخفضن أحوالي الخطوب بما ... قد حطَّت الأقدار من قدري
فغدوت في الأحداث معتصمًا ... لمَّا نزلن بأجمل الصَّبر
أجرى مع الأيَّام كيف جرت ... لا فوز عند الصَّبر بالأجر
لا أشكينَّ لوقع نائبةٍ ... والصَّبر أحسن بالفتى الحرِّ
[724]
محمَّد بن أحمد بن أبي عيسى/ 252 ب/ أبو عبد الله المايرقيُّ.
الناسخ الأديب، نزل دمشق.
أنشدني أبو المظفر منصور بن سليم بن منصور الإسكندري، قال: أنشدني أبو عبد الله الناسخ لنفسه بدمشق: [من البسيط]
قالوا: تحبُّ ترى بغداد قلت لهم ... إنِّي بحبِّ ثرى بغداد مشغوف
وكيف لا وبها البدر المنير بدا ... من في الأنام عليه الحسن موقوف