فما إن لعمري يضرُّ السَّماء ... إذا ما فهمت نباح الكلاب

/ 251 أ/ وأنشدني أيضًا وجيه الدين أبو المظفر الأسكندري، في المحرم سنة أربعين وستمائة، قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم المعروف بابن الكريم البغدادي، بدمشق لنفسه: [من المنسرح]

أهدى إليَّ النِّظام مبتديًا ... مكفَّنًا يبتغي له سترا

من فوق عرش مزخرف بهرت ... ألوانه ثمَّ حيرت فكرا

يخبر في الطَّعم عن خلائقه ... وعرفه قد غدا له نشرا

دفنته في الفؤاد من حزنٍ ... وظلَّ صدري إذًا له قبرا

فهو حقيقٌ منه بكلِّ ثنًا .. أهديه نظمًا وتارةً نثرا

ما زال يهدي برًا إليَّ وما ... زلت بجهدي أهدي له شكرا

فلا عداني إفضاله كرمًا ... ولا عدته مدائحي تترى

وأنشدني، قال: أنشدني أيضًا لنفسه: [من مجزوء الكامل]

قل للَّذي خضب المشيـ ... ـب مغالطًا حكم القدر

هلَّا ادَّعيت تصابيًا ... وغدوت تخفي ما ظهر

/ 251 ب/ وسترت شيبك بالخضا ... ب فكيف تصنع بالكبر؟

وأنشدني، قال: أنشدني من شعره: [من مجزوء الكامل]

صارحت إخوان الوداد ... فعل اللَّبيب أخي السَّداد

لمَّا تكَّر منهم ... صفو الأخوة والوداد

وأطلعتهم وجفوتهم ... كالعضو يقطع للفساد

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من المتقارب]

قبول المديح بغير اعتذارٍ ... يدلُّ على سوء رأيٍ قبيح

ولكنَّ هذا جزاء امرئٍ ... أتى كاذبًا لكم في المديح

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من السريع]

وباخلٍ جادلنا غالطًا ... بالنَّزر من فاضل إنعامه

في عامه الماضي ولكنَّه ... استقضاه في الحاضر من عامه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015